النساء (الذي) عُلم من بيان الشارع أنّ (له تعلّقاً بانقضاء العدّة ، و) أنّ (لقليله حدّا).
وهاتان الصفتان من الخواصّ المركّبة التي لا توجد إلّا في دم الحيض ، وأمّا سائر أوصافه كالحرارة والسواد والحرقة ونحوها فهي أوصاف غالبيّة ربّما يتخلّف عنها ويكون فاقداً لجميعها ، كما سيتّضح لك فيما سيأتي.
ثمّ إنّ الدم المعهود يعرف غالباً بوقته وأوصافه ؛ لأنّ له في أغلب أفراده المتعارفة وقتاً مضبوطاً وأوصافاً معيّنة يمتاز بها عن غيره.
(و) هو (في الأغلب يكون أسود) أي مائلاً إلى السواد ؛ لشدّة حمرته (غليظاً حارّاً يخرج بحرقة) حاصلة من دفعه وحرارته.
واستفيد كونه متّصفاً بهذه الأوصاف من النصّ والحسّ بشهادة أهله.
ففي صحيحة حفص بن البختري أو حسنته ، قال : دَخَلَتْ على أبي عبد الله عليهالسلام امرأة سألته عن المرأة يستمرّ بها الدم فلا تدري حيض هو أم غيره ، قال : فقال لها : «إنّ دم الحيض حارّ عبيط (١) أسود له دفع وحرارة ، ودم الاستحاضة أصفر بارد ، فإذا كان للدم حرارة ودفع وسواد فلتدع الصلاة» قال : فخرجَتْ وهي تقول : والله لو كان امرأةً ما زاد على هذا (٢).
وفي صحيحة معاوية بن عمّار ، قال : «إنّ دم الاستحاضة والحيض
__________________
(١) العبيط : الطري. لسان العرب ٧ : ٣٤٧ «عبط».
(٢) الكافي ٣ : ٩١ / ١ ، التهذيب ١ : ١٥١ / ٤٢٩ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الحيض ، الحديث ٢.