ليس يخرجان من مكان واحد ، إنّ دم الاستحاضة بارد ودم الحيض حارّ» (١).
وموثّقة إسحاق بن جرير (٢) ، قال : سألَتْ امرأة منّا أن أُدخلها على أبي عبد الله عليهالسلام ، فاستأذنت لها فأذن لها فدخلَتْ ومعها مولاة لها إلى أن قال ـ فقالت له : ما تقول في المرأة تحيض فتجوز أيّام حيضها؟ قال : «إن كان أيّام حيضها دون عشرة أيّام استظهرت بيومٍ واحد ثمّ هي مستحاضة» قالت : فإنّ الدم يستمرّ بها الشهر والشهرين والثلاثة ، كيف تصنع بالصلاة؟ قال : «تجلس أيّام حيضها ثمّ تغتسل لكلّ صلاتين» قالت له : إنّ أيّام حيضها تخلف عليها وكان يتقدّم الحيض اليوم واليومين والثلاثة ويتأخّر مثل ذلك فما علمها به؟ قال : «دم الحيض ليس به خفاء ، هو دم حارّ تجد له حرقة ، ودم الاستحاضة دم فاسد بارد» قال : فالتفتت إلى مولاتها فقالت : أتراه كان امرأة مرّة؟ (٣).
ثمّ إنّ توصيف الدم بهذه الصفات في الأخبار وارد مورد الأغلب ، وإلّا فسيتّضح لك أنّ كثيراً ما يحكم بالحيضيّة على فاقدها ، وبالاستحاضة على المتّصف بها.
وحيث أمكن تخلّف دم الحيض والاستحاضة عن الأوصاف المذكورة في الروايات ربما لا يحصل الوثوق بكون الموصوف بأوصاف
__________________
(١) الكافي ٣ : ٩١ / ٣ ، التهذيب ١ : ١٥١ / ٤٣٠ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الحيض ، الحديث ١.
(٢) في التهذيب : إسحاق بن جرير عن حريز.
(٣) الكافي ٣ : ٩١ ـ ٩٢ / ٣ ، التهذيب ١ : ١٥١ ١٥٢ / ٤٣١ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الحيض ، الحديث ٣.