من الإمام صفات الحيض ـ : «والله لو كان امرأةً ما زاد على هذا» (١) وكذا قول المرأة في رواية إسحاق لمولاتها بعد أنّ سمعتْ الأوصاف : «أتراه كان امرأةً!؟» (٢) شهادة على معروفيّة دم الحيض بأوصافها الخاصّة لديهنّ ، بل سؤالهما في الروايتين يشهد بخلافها ، وإنّما وقع التعجّب منهما من إحاطة الإمام عليهالسلام بأوصاف الدم وخصوصيّاته المنوّعة له ، وإلّا فالمرأة لم تكن عارفةً بأنّ أحد القسمين حيض والآخر استحاضة كما لا يخفى على مَنْ تأمّل في سؤالها ، بل اعترفتْ بجهلها بكون ما تراه حيضاً أو دماً آخر في الرواية الأُولى ، وفي الرواية الثانية زعمتْ كون الجميع حيضاً فسألتْ عن حكمه ، فقالت : ما تقول في المرأة تحيض فتجوز أيّام حيضها؟
وكيف كان فقد أشرنا إلى أنّ وجه عدم الاعتناء بسائر الاحتمالات ـ بحسب الظاهر هو الاعتماد على أصالة السلامة ، القاضية بكون الدم حيضاً ، فيختصّ مورده بما إذا جرى هذا الأصل بأن لم يكن الاحتمال ناشئاً من علّةٍ محقّقة ، وإلّا فيرجع في تشخيص أحد المحتملين إلى الطرق المنصوصة ، ككونه في أيّام العادة ، أو بأوصاف الحيض ، أو خروج القطنة منغمسةً ، أو غيرها من الطرق التعبّديّة مقتصراً في الرجوع إليها على موارد النصوص ، كما عرفت وجهه سابقاً.
__________________
(١) الكافي ٣ : ٩١ / ١ ، التهذيب ١ : ١٥١ / ٤٢٩ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الحيض ، الحديث ٢.
(٢) الكافي ٣ : ٩١ / ٣ ، التهذيب ١ : ١٥١ / ٤٣١ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الحيض ، الحديث ٣.