فربّما يظهر من غير واحد منهم كونه اسما لشراب كان يتّخذ من ماء الشعير فقط.
قال في مجمع البحرين : الفقّاع كرمّان : شيء يشرب يتّخذ من ماء الشعير فقط ، وليس بمسكر ، ولكن ورد النهي عنه (١). انتهى.
وعن المدنيّات : أنّه شراب معمول من الشعير (٢).
وعن السيّد المرتضى رحمهالله أنّه نقل عن أبي هاشم الواسطي أنّ الفقّاع نبيذ الشعير ، فإذا نشّ فهو خمر (٣).
ويظهر من جملة منهم عدم الاختصاص بكونه من الشعير.
فعن السيّد في الانتصار والرازيّات أنّه كان يعمل منه ومن القمح (٤).
وربّما يستشعر من هذه العبارة أنّه اسم لقسم معهود من الشراب ، وأنّ اتّخاذه من الشعير أو الحنطة لحصوله بهما من غير أن يكون لخصوصيّتهما دخل في التسمية ، كما أنّه يفهم هذا المعنى من عبارة غيره أيضا.
مثل ما عن الشهيد أنّه قال : كان قديما يتّخذ من الشعير غالبا ، ويوضع (٥) حتّى يحصل له نشيش ، وكأنّه الآن يتّخذ من الزبيب (٦).
__________________
(١) مجمع البحرين ٤ : ٣٧٦ «فقع».
(٢) حكاه عنها صاحب كشف اللثام فيه ١ : ٣٩٨.
(٣) كما في كتاب الطهارة ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٣٦٧ ، وانظر : الانتصار : ١٩٩.
(٤) حكاه عنه صاحب كشف اللثام فيه ١ : ٣٩٨ ، وانظر : الانتصار : ١٩٨ ، والمسائل الرازيّة (ضمن رسائل الشريف المرتضى) ١ : ١٠١.
(٥) في المصدر : «ويصنع» بدل «ويوضع».
(٦) حكاه عنه صاحب كشف اللثام فيه ١ : ٣٩٨ ، وانظر : مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهيد (ضمن نشرة تراثنا ، العددان الثاني والثالث ، السنة الثانية) : ٣٧٢ ، المسألة التاسعة.