الذي به يحقن الدماء ويجري عليه المواريث من غير إناطته بكونه ناشئا من القلب ، وإنّما يعتبر ذلك في الإيمان الذي به يفوز الفائزون ، وهو أخصّ من الإسلام الذي عليه عامّة الأمّة ، كما نطق بذلك الأخبار (١) الكثيرة ، وشهد له قول الله عزوجل (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٢).
ويستفاد من تلك الأخبار الكثيرة إسلام المخالفين المنكرين للولاية ، بل جملة منها مصرّحة بذلك ، وسيأتي التعرّض لبعضها إن شاء الله.
ويشهد له أيضا السيرة المستمرّة من زمان حدوث الخلاف إلى يومنا هذا على المعاملة معهم معاملة المسلمين ، بل المتأمّل في الأخبار المسوقة لبيان الآثار العمليّة المتفرّعة على الإسلام ـ مثل : حلّ ذبيحة المسلم ، وطهارة ما في أيدي المسلمين وأسواقهم من الجلود وغيرها ـ لا يكاد يشكّ في أنّ المراد بالمسلم ما يعمّهم ، فلا ينبغي الارتياب في أنّهم مسلمون ، لكن لا كرامة لهم بذلك ، فإنّه ليس لهم منه في الآخرة من نصيب.
فما في الأخبار (٣) المستفيضة بل المتواترة ممّا يدلّ على كفر جاحد الولاية محمول على ما لا ينافي إسلامهم الظاهري المترتّب عليه الآثار العمليّة.
__________________
(١) راجع : الكافي ٢ : ٢٥ ـ ٢٦ (باب أنّ الإيمان يشرك الإسلام ..) الأحاديث ١ ـ ٥.
(٢) الحجرات ٤٩ : ١٤.
(٣) منها : ما في الكافي ١ : ١٨٧ (كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة) ح ١١ ، و ٤٣٧ (باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية) ح ٧ ، و ٢ : ٣٨٨ (كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر) ح ١٦ ، وثواب الأعمال وعقاب الأعمال : ٢٤٩ / ١١ ، وإكمال الدين : ٤١٢ / ٩.