وممّا ينبغي الالتفات إليه ورود الضمير في آخر الجملة بصيغة الجمع في قوله : (إِنَّا مَعَكُمْ) ولعل ذلك إشارة إلى أن الله حاضر مع موسى وهارون ومن يواجهانهما من الطغاة والفراعنة في جميع المحاورات ، ويسمع ما يدور بينهم جميعا ، فينصر موسى وأخاه هارون على أولئك الطغاة! ...
وما ذهب إليه بعض المفسّرين من أن كلمة «مع» دالة على النصرة والحماية فلا تشمل قوم فرعون ، غير سديد ، بل إن «مع» تعني حضور الخالق الدائم في جميع الميادين والمحاورات حتى مع المذنبين ، حتى مع المذنبين ، وحتى مع الموجودات التي لا روح فيها ، فهو في كل مكان ولا يخلو منه مكان.
والتعبير بـ «مستمعون» ، أي الإصغاء المقرون بالتوجه هو تأكيد على هذه الحقيقة أيضا.
* * *