وقال :
لقد أكرم الله النبي محمداً |
|
فأكرم خلق الله في الناس أحمد |
وشقّ له من اسمه ليجله |
|
فذو العرش محمود وهذا محمد (١) |
قال الديار بكري : أنشأ أبو طالب في مدح النبي أبياتاً منها هذا البيت.
وشقّ له من اسمه ليجله ...
وحسان بن ثابت ضمن شعره هذا فقال :
ألم تر أنّ الله أرسل عبده |
|
بآياته والله أعلى وأمجد |
وشقّ له من اسمه ليجله ...
قال ابن هشام : ولما خشى أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها وتودد أشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من أنّه غير مسلّم رسول الله ولا تاركه لشيء أبداً حتى يهلك دونه. ومن تلك القصيدة قوله :
لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد |
|
واحببته حب الحبيب المواصل |
فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها |
|
وزيناً لمن والاه رب المشاكل |
فأصبح فينا أحمد في أرومة |
|
تقصر عنه سورة المتطاول (٢) |
روى ابن الأثير : أنّ أبا طالب رأى النبي وعلي يصلّيان ، وعلي على يمينه فقال لجعفر ـ رضي الله تعالى عنه ـ : صل جناح ابن عمك وصلّ على يساره ، وكان إسلام جعفر بعد إسلام أخيه علي بقليل ، وقال أبو طالب :
فصبراً أبا يعلي على دين أحمد |
|
وكن مظهراً للدين وفقت صابراً |
__________________
(١) تاريخ ابن كثير ج ١ ص ٢٦٦ ، الإصابة ج ٤ ص ١١٥ ، تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٥٤.
(٢) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٧٢ وشرح النهج ج ١٤ ص ٧٩.