قال ابن عبّاس : قال عليّ عليهالسلام : فالتفتّ فإذا أنا بِقُدُسٍ١ من الذهب الأحمر وعليه منديل أبيض، فأخذت المنديل من القُدُس، فإذا أنا بالماء أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج، فتوضّأت للصّلاة، وتمسّحتُ بالمنديل، ثمّ رَدَدت المنديل إلى القُدُس، فلا أدري يا رسول الله مَن وضعه ومَن رفعه؟ فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى بانت ثناياه. ثمّ قال : يا أبا الحسن، أتدري مَن أتاك بالقدس؟ قال : الله ورسوله أعلم. قال : أتاك به جبرئيل من جنّات النّعيم، والماء من نهر الكوثر، والذي وضّأك كان جبرئيل، والّذي مَندَلك كان ميكائيل، ثمّ قال صلىاللهعليهوآله :
والّذي نفس محمّد بيده، لقد قبض إسرافيل على عضدي، فلم يَدَعني أركع ولا أسجد حتّى لحقتَ معي الصّلاة. ثمّ ضمّه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى نفسه وقبّل ما بين عينيه، فقال : بأبي من كان خدّامه الملائكة.٢
وعن عائشة، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا حضرته الوفاة : ادعوا لي حبيبي، فدَعَوا له أبا بكر، فنظر إليه ثمّ وضع رأسه! ثمّ قال : ادعوا لي حبيبي، فدَعَوا له عمر، فلمّا نظر إليه وضع رأسه! ثمّ قال : ادعوا لي حبيبي، فدَعَوا له عليّاً عليهالسلام، فلمّا رآه أدخله معه في الثوب الّذي كان عليه، فلم يزل يحتضنه حتّى قُبض ويده عليه.٣
ينظر : الأمين، الخليفة.
_______________________
١ ـ القُدُس : على زنة عُنُق، وهو القَدَح أو الصغير منه.
٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٦٨؛ المناقب لابن مغازليّ ٩٤؛ المناقب للخوارزميّ ٣٠٤؛ كفاية الطالب ٢٥٦.
٣ ـ الرياض النضرة ٢ / ١٤١؛ ذخائر العقبى ٧٢.