المؤمنين بالله إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرّعيّة، وأقسمهم بالسّويّة، وأعلمهم بالقضيّة، وأعظمهم مزيّة يوم القيامة.١
وقال الحاكم الحسكانيّ بإسناده : عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآله، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فلمّا نظر إليه النّبيّ صلىاللهعليهوآله قال : قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة، فقال : وربِّ هذه البنية، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة. ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال : أما والله إنّه أوّلكم إيمانا بالله، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأقسمكم بسويّة، وأعدلكم في الرعيّة، وأعظمكم عند الله مزيّة. قال جابر : فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).٢
وقال الكنجيّ الشّافعيّ : كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام شديداً على الكافرين رؤوفاً على المؤمنين، كما وصفة الله في القرآن بقوله : (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).٣
وروى الزمخشريّ بإسناده : دخل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على صعصعة بن صوحان عائداً، فقال عليّ عليهالسلام لصعصعة : واللهِ ما علمتك إلّا خفيف المؤنة، حسن العونة، فقال صعصعة... وأنت يا أمير المؤمنين، إنّ الله تعالى في عينيك لَعظيم ،
_______________________
١ ـ حلية الأولياء ١ / ٦٦؛ المعيار والموازنة ٢٢٨؛ فردوس الأخبار ٥ / ٣٢٠ رقم ٨٣١٥؛ مطالب السؤول ١٣٣؛ المناقب للخوارزميّ ١٠٦، ١١٠، ١١١؛ كفاية الطالب ٢١٤، ٢٣٨؛ شواهد التنزيل ٢ / ٣٥٧؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٤٥ ـ ٤٧.
٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٤٦٧؛ انظر : الصواعق المحرقة ١٦١؛ النور المشتعل ٢٧٣؛ فرائد السّمطين ١ / ١٥٦؛ الأربعين عن الأربعين ٧٢؛ ذخائر العقبى ٥٨، ٥٩؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٢٨٣؛ شرح قصيدة الصاحب بن عبّاد لليمانيّ المعتزليّ ٣٧.
٣ ـ كفاية الطالب ١٠٦، والآية ٢٩ في سورة الفتح.