وعن سعيد بن جبير، قال : قلت لابن عبّاس : أسألك عن اختلاف النّاس في عليّ عليهالسلام، قال : يا ابن جبير، تسألني عن رجل كانت له ثلاث آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة في قَليب بدر سلّم عليه ثلاث آلاف من الملائكة من ربّهم، وتسألني عن وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله، وصاحب حوضه، وصاحب لوائه في المحشر؟! والّذي نفس عبد الله بن عبّاس بيده، لو كانت بحار الدّنيا مداداً، وأشجارها أقلاماً، وأهلها كتّاباً، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وفضائله ما أحْصَوها.١
قال الحافظ نور الدّين الهيثميّ بإسناده عن أبي كثير قال : كنت جالساً عند الحسن بن عليّ عليهالسلام، فجاء رجل فقال : نعم سَبّ عند معاوية عليّاً سبّاً قبيحاً رجلٌ يقال له معاوية بن حديج. قال : نعم، قال : إذا رأيته فأتِني به، قال : فرآه عند دار عمرو بن حُريث، فأراه إيّاه، قال : أنت معاوية بن حديج؟ فسكت فلم يجبه ثلاثاً، ثمّ قال : أنت السّابّ عليّاً عند ابن آكلة الأكباد؟ أما لئن وردتَ عليه الحوض ـ وما أراك ترده ـ لتجدنّه مشمّراً حاسراً عن ذراعيه، يذود الكفّار والمنافقين عن حوض رسول الله صلىاللهعليهوآله، كما تذاد غريبة الإبل عن صاحبها، وهذا قول الصادق المصدّق محمّد صلىاللهعليهوآله.٢
وقال سبط ابن الجوزيّ بإسناده : عن مجدوح بن زيد الباهليّ قال : آخىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآله بين المهاجرين والأنصار، إلى أن قال صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنت تقف على عقر حوضي تسقي مَن عرفت، فكان عليّ عليهالسلام يقول : والّذي نفسي بيده ،
_______________________
١ ـ روضة الواعظين ١ / ١٢٧؛ إحقاق الحقّ ٤ / ١٠١؛ المناقب للخوارزميّ ٣٢؛ فرائد السمطين ١ / ١٦.
٢ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٧٦؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٤٨؛ أنساب الأشراف ٣ / ١٠؛ المعجم الكبير ٣ / ٨١، ٩١؛ جواهر العقدين ٢ / ٢٥٨.