والمؤمنون من أهل بيتك الصّالحون.١
عن ابن عبّاس قال : قال أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام على منبر : أنا أخو المصطفى خير البشر من هاشم سنامه الأكبر، ونبأ عظيم جرى به القدر، وصالح المؤمنين مضت به الآيات والسّور.
وإذا ثبت أنّه صالح المؤمنين فينبغي كونه أصلح من جميع الأصحاب، وبدلالة العرف والاستعمال، كقولهم : فلان عالم قومه وشجاع قبيلته.٢
وفي شرح المواقف : المراد بصالح المؤمنين عليّ عليهالسلام، كما نقله كثير من المفسّرين، والمولى بمعنى الناصر واختصاص عليّ عليهالسلام من بين الصحابة بنصرة النّبيّ صلىاللهعليهوآله يدلّ على أنّه أفضل منهم؛ لأنّ نصرته من أفضل العبادات، وأيضاً بدأ الله بنفسه ثّم بجبرئيل عليهالسلام ثمّ بعليّ عليهالسلام، فدلّ على كونه أفضل من غيره.٣
وقال زين الدّين عليّ بن يوسف في نهج الإيمان : صالح المؤمنين أصلح المؤمنين بدلالة العرف والاستعمال؛ لأنّ الشخص إذا قال : فلان عالِم قومه وزاهد بلده، يريد أعلم وأزهد. وأصلح على وزن أفعل، والألف فيها تكون للتفضيل، فعلى هذا عليّ عليهالسلام أفضل القوم، وممّا يؤيّد ذلك أنّه عليهالسلام أفضل وأشجع، وأنّه لا يجوز أن يخبر الله تعالى أنّ ناصر نبيّه صلىاللهعليهوآله إذا وقع التظاهر عليه بعد ذكره سبحانه وتعالى وذكر جبرئيل عليهالسلام، إلّا مَن كان أقوى الخلق نُصرةً لنبيّه وأمنع جانباً في الدّفاع والذّبّ عنه.٤
_______________________
١ ـ نظم درر السمطين ٩١؛ تاريخ الدمشق الكبير ٢٣ / ٢٧٦؛ مطالب السؤول ٨١؛ كفاية الطالب ١١٩؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٦٩؛ فرائد السمطين ١ / ٣٦٣.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٤.
٣ ـ شرح المواقف ٨ / ٣٦٩.
٤ ـ نهج الإيمان ٥٤٩، ٥٥٠.