وعن جماعة من الصّحابة قالوا : إنّ أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام لمّا أراد غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد وفاته استدعى الفضل بن عبّاس فأعان على الغسل. فلمّا فرغ من تجهيزه تقدّم فصلّى عليه وحده، ولم يشاركه أحد معه في الصّلاة عليه. وكان جماعة من الصّحابة فيمن يؤمّهم في الصّلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم عليّ عليهالسلام، فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إمامُنا حيّاً وميّتاً، فيدخلون إليه فوجاً فوجاً منهم، فيصلّون بغير إمام وينصرفون، وقال : إنّ الله تعالى لم يقبض نبيّاً في مكان إلّا ويدفنونه فيه...١
والمتقدّمون لم يحضروا جنازة الرّسول صلىاللهعليهوآله، بل جاؤوا إلى قبره بعد ثلاثة أيّام وصلّوا عليه،٢ وذلك لانتهاز فرصتهم.
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنت تبيّن لأمّتي، ما اختلفوا فيه من بعدي. يا عليّ، أنت تغسل جثّتي وتؤدّي ودَيني وتواريني في حفرتي، وتفي بذمّتي، وأنت صاحب لوائي في الدّنيا وفي الآخرة.٣
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّي خُيّرتُ يا عليّ بين خزائن الدّنيا والخلود فيها أو الجنّة، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة، فإذا أنا مِتُّ فاغسلني، استر عورتي، فإنّه لايراها أحدهم إلّا أكمه.٤
وعن عكرمة، عن ابن عبّاس قال : لعليّ عليهالسلام أربع خصال : هو أوّل عربيّ وعجميّ صلّى مع النّبيّ صلىاللهعليهوآله، وهو الّذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، وهو الّذي
_______________________
١ ـ ينابيع المودّة ٢ / ٣٣٩؛ قصص الأنبياء للراونديّ ٣٥٩.
٢ ـ انظر مؤدّاه في الملل والنحل ١ / ٣٠، ٣١؛ علم اليقين ٢/٦٧١.
٣ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٢٩؛ كنز العمّال ١١ / ٦١٢، رقم ٣٢٩٦٥؛ الروض الأُنف ٤ / ٤٥١.
٤ ـ قصص الأنبياء للراونديّ ٣٥٧؛ أعلام الورى ١٤٠.