يأتي بعده. وكفى في ذلك أنّه ما فرّ في موطن قطّ، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحداً إلّا قتله.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ألمّ مُلمّ، أو أهمّ عارض، أو عرض مهمّ، ندب له عليّاً عليه‌السلام لِما يعلمه من شجاعته وشهامته وخبرته ومعرفته وعزمته ونهضته، فيزدلف إلى ذلك الأمر ازدلاف السيل إلى الوِهاد، ويكشف غمّاءه عنه باشتداد عزمه المعتاد، يثقف منه بسداد سعيه أود المئاد.١

قال الحافظ أحمد بن محمّد العاصميّ : وأمّا الأسماء الّتي سمّاه بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتسعة وعشرون اسماً، منها سيّد العرب، وسيّد البررة... وفارس العرب...

وقال بإسناده : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : يا عليّ، أنت فارس العرب، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وأنت سيف الله الّذي لا يُخطئ، وأنت رفيقي في الجنّة.٢

وكان عليه‌السلام يقول : لو تظاهرت العرب على قتالي لَمٰا ولّيت.

وقال سنائي :

فرش كفر از روي عالم در نوشتي سر بسر
	ناصر دين هدي وقاهر كفر ووثن
سركشان را سر بسر نابود كردي در جهان
	تختهاشان تخته كردي حلّه‌هاشان را كفن
اين جلال واين كمال واين جمال ومنزلت
	نيست كس را در جهان جز مر ترا اي ابوالحسن

_______________________

١ ـ مطالب السؤول ١٤١؛ حديقة الحقيقة ٢٤٤.

٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٨٧؛ تيسير المطالب ١٠٩.