جوارحيّة أو جنانيّة.
قال أحمد الغزاليّ في بحر المحبّة : الفتوّة : ما وقع عليه اسم الفتوّة حتّى يجتنب المخالفة، وكذا إبراهيم عليهالسلام وما وقع عليه اسم الفتوّة حتّى كسر الأصنام، وكذا أصحاب الكهف ما وقع عليهم اسم الفتوّة حتّى أعرضوا عن الكفر والعصيان.
وسئل بعضهم عن الفتوّة فقال : إذا أقلّ ماله، لم يختل فتوّته :
وفتًى خلا من مالِه |
|
ومن الفتوّة غير خالِ |
وأعطاك قبل سؤالِه |
|
فكفاك مكرور السؤالِ |
وقيل؛ الفتى، مَن استوى ظاهره وباطنه. وقيل؛ الفتوّة، التجاوز عن عثرات الإخوان. وقيل : الفتى مَن لا يشكو إلى أحد من أحد. وقيل : الفتى من جاد في السّرّاء والضّرّاء.١
وروى الموفّق بن أحمد الخوارزميّ بإسناده عن أنس، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة ينادون عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء : يا فتى، يا صدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديّ، يا عليّ، مرّوا أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.٢
والاسم الّذي سمّاه به رضوان خازن الجنّة، وأمين الله جبرئيل عليهالسلام، فهو الفتى، عن سعد بن طريف، قال : قال محمّد بن عليّ عليهماالسلام : نادى مَلَك مِن السّماء يقال : له رضوان يسمعون صوته ولا يَرَون شخصه يقول : لا سيف إلّا ذو الفقار ،
_______________________
١ ـ بحر المحبّة ١٠٠، ١٠١.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٣١٩؛ كتاب مائة منقبة ١٣٣، ١٥٠، ٣٤٣.