الرحمٰن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون رُكناً، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مِن مسيرة ثلاثة أيّام، وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، فتقول الخلائق : مَن هذا؟ أمَلَك مقرّب؟ أنبيّ مرسل؟ أحامل عرش؟ فينادي مُنادٍ مِن بِطنان العرش : ليس هذا بمَلَك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النعيم.١
قال العلّامة الطريحيّ في معنى قوله صلىاللهعليهوآله : «قائد الغرّ المحجّلين» الغُرّ : جمع أغَرّ، من الغُرّة وهي بياض في الوجه يريد به بياض وجوههم بنور الوضوء، وقيل : فلان أغرّ، إذا كان مشهوراً كريماً، وقيل : غَرَّ الطائر فرخَه إذا زَقّه.
وفي الخبر كان صلىاللهعليهوآله يغرّ عليّاً بالعلم. أي؛ يُلقمه إياه ويزقّه به كما يزقّ الطّائر فرخه، والمُحَجّل : من التَّحجيل. وهو بياضٌ يكون في قوائم الفَرَس الأربع...
والحديث الشريف يشير إلى النّور الّذي يشعّ من مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام إذا دُعوا على رؤوس الأشهاد أو إلى الجنّة. وهذا كناية عن أثر الوضوء في الوجه واليَدَين والرّجلَين للمؤمنين، وهي استعارة عن البياض الّذي في وجه الفرس ويدَيه ورجلَيه. فالمعنى أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قائد
_______________________
١ ـ كفاية الطالب ١٥٩؛ درر السمطين ١١٤؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٢٤٨، ٢٤٩؛ ميزان الاعتدال ٢ / ٣١٣؛ شرح الأخبار ١ / ٢٠٣ ـ ٢٠٧ رقم ١٧٠، ٢ / ٦٩ رقم ٨٢٤؛ فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام لابن عقدة الكوفيّ ١٤، ١٥؛ تاريخ بغداد ١١ / ١١٣، ١٣ / ١٢٣، وفيه : قائد الغرّ المحجّلين إلى جنان ربّ العالمين، أفلح من صدّقه، وخاب من كذّبه، ولو أنّ عابداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتّى يكون كالشنّ البالي ولقي الله مبغضاً لآل محمّد «صلوات الله عليهم أجمعين» أكبّه الله على منخره في نار جهنّم.