ولد الحسن أكتنىٰ به.١
قال ابن عساكر : عن محمّد بن عليّ بن الحنفيّة قال : لقد رأيت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يوم الجمل يكنّى بأبي القاسم. كذا في هذه الرّواية، ولعلّه كان بالأصل يكنيني بأبي القاسم، فإنّ محمّد بن عليّ، يكنّي بأبي القاسم.٢
وأيضاً عن ابن عساكر قال : قال زهير بن معاوية : كان عليّ يكنى أبا القاسم، وكان رجلاً آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذا بطن، أصلع، وهو إلى القِصَر أقرب.٣
وجاء في أخبار كثيرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم.٤ ولو كان الأمر كذلك، لقال أنا القاسم، فإنّه إذا كان يقسم فهو القاسم، لا أبو القاسم.
ولذا قال في فيض القدير عند شرح الحديث : وأنا أقسم، المراد، أنّ المال مال الله، والعباد عباد الله، وأنا قاسم بإذن الله، ولم يقل : وأنا أبو القاسم.٥
والسرّ في ذلك أنّ القاسم هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فهو قسيم الجنّة والنّار، كما ورد ذلك في الأحاديث الكثيرة، والرّسول هو أبو هذه الأمّة، ومنهم عليّ عليهالسلام، فهو أبو القاسم.
_______________________
١ ـ معارج الوصول ٥٠.
٢ ـ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ١٥.
٣ ـ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب ١ / ٢٧.
٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٤٣٣؛ المستدرك للحاكم ٢ / ٢٠٤؛ المجامع الصغير للسيوطيّ ١ / ٤١٢.
٥ ـ فيض القدير ٣ / ٥١.