ثمّ قال : والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثمّ إنّه أوّلكم إيماناً وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرّعيّة، وأقسمكم بالسّويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة، قال : ونزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).
وعن معاذ بن جبل، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصم النّاس بسبع لا يحاجّك فيهنّ أحد من قريش : أنت أوّلهم إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله عزّ وجلّ، واقسمهم بالسّويّة، وأعدلهم في الرّعيّة، وأبصرهم في القضيّة، وأعظمهم عند الله مزيّة. (٢)
وقال ابن أبي الحديد : عن أبي أبي جعفر الإسكافيّ (٢٤٠ هـ) : لمّا اجتمعت الصّحابة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله، وبويع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ ذكر محمّداً فصلّى عليه، ثمّ ذكر نعمة الله على أهل الإسلام، إلى أن قال : ألا لا يقولنّ رجال منكم غداً قد غمرتهم الدّنيا، فاتّخذوا المقار وفجّروا الأنهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتّخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً إذا ما مَنَعتُهم ما كانوا يخوضون فيه، وأصَرتُهم إلى حقوقهم الّتي يعلمون، فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون : حَرَمَنا ابنُ أبي طالب حقوقنا! ألا وأيّما رجل مِن المهاجرين والأنصار مِن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
_______________________
١ ـ كفاية الطالب ٢١٤؛ المعيار والموازنة ٢٢٧؛ الرياض النضرة ٢، ١٦٧؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣، ٤٥ ـ ٤٧ مطالب السؤول ١٣٣؛ حلية الأولياء ١، ٦٦؛ المناقب للخوارزميّ ١١٠، ١١١؛ فرائد السمطين ١، ١٥٦؛ شواهد التنزيل ٢، ٤٥٩ ـ ٤٧٤؛ ذخائر العقبى ٨٣؛ كتاب الأربعين عن الأربعين ٧٢؛ شرح قصيدة الصاحب بن عبّاد لليمانيّ المعتزليّ ٣٧.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ١١٠؛ حلية الأولياء ١ / ٦٥؛ فرائد السمطين ١ / ٢٢٣؛ ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام لابن عساكر ١ / ١٢٣.