فصبر في الخير فلا يمنّ به على الله تعالى. ألا وقد خضر شيء ونحن مُسَوُّون فيه بين الأسود والأحمر. فقال مروان لطلحة والزبير : ما أراد بهذا غيركما قال : فأعطى كلّ واحد ثلاثة دنانير، وأعطى رجلاً مِن الأنصار ثلاثة دنانير، وجاء بعدُ غلام أسود، فأعطاه ثلاثة دنانير، فقال الأنصاريّ : يا أمير المؤمنين، هذا غلام أعتقتُه بالأمس، تجعلني وإيّاه سواء؟! فقال : إنّي نظرت في كتاب الله، فلم أجد لوُلد إسماعيل على وُلد إسحاق فضلاً.١
وقال العلّامة المجلسيّ رحمه الله بإسناده : قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : أُحاجّ النّاس يوم القيامة بسبع : إقامة الصّلاة، وإيتاه الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والقسم بالسّويّة، والعدل في الرّعيّة، وإقام الحدود.٢
وعنه أيضاً بإسناده : عن أبي مخنف الأزديّ قال : أتى أميرَ المؤمنين عليّاً عليهالسلام رهط مِن الشيعة، فقالوا : يا أمير المؤمنين، لو أخرجت هذه الأموال، ففرّقتها في هؤلاء الرّؤساء والأشراف، وفضّلتهم علينا، حتّى إذا استوسقت الأمور، عُدتَ إلى أفضل ما عوّدك الله من القسم بالسّويّة، العدل في الرّعيّة! فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : وَيحكم! أتأمروني أن أطلب النّصر بالجور فيمن وُلّيت عليه مِن أهل الإسلام؟! لا واللهِ لا يكون ذلك ما سَمَر السّمير، وما رأيت في السّماء نجماً. واللهِ لو كانت أموالهم مالي لَساوَيتُ بينهم، فكيف وإنّما هي أموالهم؟!٣
_______________________
١ ـ الوافي ٣، الجزء ١٤ / ٢٠ ـ ٣٨، و ١٠٧.
٢ ـ بحار الأنوار ٤١ / ١٠٥، ١٠٧.
٣ ـ نفس المصدر ٤١ / ١٢٢.