وليس يخفيّ على القارئ اللّبيب أنّ قول عمر بن الخطّاب : لولا عليّ لهلك عمر، لم يَرِد مرّة واحدة فحسب، بل كرّره عمر عشرات المرّات، وذلك لمّا كان تواجهه الشّدائد كثيراً على مختلف الأصعدة، ولم يكن هذا الاعتراف في الخفاء، بل إنّ عمر كان يعترف ويقرّ بذلك علانية وصراحة ويحضور النّاس والأشهاد.
ورعاية للإيجاز والاقتصار على الخلاصة ارتأينا أن نكتفي بذكر التصريحات الّتي أدلى بها عمر بن الخطّاب من دون أن نذكر القصّة والخبر بتمامه. ويمكن للقارئ مراجعة المصادر المذكورة ذيل الاعترافات إن أراد تيقّناً، ومن ثمّ نستدرك هذه الاعترافات بنبذة من تلك الأمور. وإليك تلك التصريحات والاعترافات.
١ ـ قال عمر بن الخطّاب : أبا حسن، لا أبقاني الله لشدّة لستَ لها، ولا في بلد لستَ فيه. أخرجه : المتّقي الهنديّ في كنز العمّال.١ والجردانيّ في مصباح الظلام.٢
٢ ـ قال عمر بن الخطّاب : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لستَ فيهم يا أبا حسن. أخرجه : الحاكم النيسابوريّ٣، والأزرقيّ٤، ومحبّ الدّين الطبريّ٥، وابن عساكر٦، والذهبيّ في تلخيص المستدرك٧، والزيلعيّ٨، والمتّقي
_______________________
١ ـ كنز العمّال ٥ / ٨٣٢ رقم ١٤٥٠٨.
٢ ـ مصباح الظلام ٢ / ١٣٦ رقم ٤٠٥، نقل عنه العلّامة الأمينيّ في الغدير ٦ / ١٧٣.
٣ ـ المستدرك للحاكم ١ / ٤٥٧، عن أبي سعيد الخدريّ.
٤ ـ أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار ١ / ٣٢٣.
٥ ـ القرى لقاصد أمّ القرى ٢٤٦؛ ذخائر العقبى ٨٢؛ الرّياض النضرة ٢ / ١٦٦.
٦ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٠٥.
٧ ـ تلخيص المستدرك ١ / ٤٥٧.
٨ ـ تبيين الحقائق ٢ / ١٦.