عليّ لهلك عمر.١
وقال سبط ابن الجوزيّ : كان أبو بكر وعمر بن الخطّاب يرجعان إلى رأي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ويشاورانه، وكان كلّ الصّحابة مفتقراً إلى علمه، وكانا يقولان مراراً : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.٢
روي العديد من الحفّاظ والفقهاء والمتكلّمين والأدباء من العامّة في كتبهم وجوامعهم الّتي يعتمدون عليها أنّ أبا بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان، وآخرين كانوا يراجعون أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ليحلّ لهم المعضلات والشّدائد الّتي كانوا يواجهونها في أبواب الفقه والقضاء والتفسير والأمور السياسيّة وغيرها مِن المسائل الّتي ترتبط بالدّين ارتباطاً وثيقاً. وكان أكثرهم رجوعاً عمر بن الخطّاب، وكانوا يأتون إليه بأنفسهم ويراجعونه، أو يرسلون إليه من يسأله، أو يبعثون إليه نفس المسائل إذا تورّطوا في مشكلة. فكان عليّ عليهالسلام يجيب على مسائلهم من دون مقدّمة، وكانت أجوبته في غاية الدّقّة بحيث كانوا يتعجّبون منها، ويحسّون بعدها بالطّمأنينة والارتباح، بل كانوا يدركون خطأ أنفسهم وأجوبتهم الّتي كانت مخالفة للواقع، ويقرّون بعدها بأنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هو الحلّال للمعضلات، والكاشف للكُرُبات، وما عساهم أن يكتموا الحقائق إلّا أن يعترفوا بالحقّ فيقولوا : لولا عليّ لهلك أبو بكر، لولا عليّ لهلك عمر، لولا عليّ لهلك عثمان٣. أو عبارات وجمل أخرى يُبدونها تدلّ على إقرارهم وإذعانهم بسموّ رتبة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام العلميّة وكونه عليهالسلام سنداً وملجأ لحلّ المعضلات.
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٨٠ ـ ١٠٣، وانظر مؤدّاه في : السواد الأعظم ٩١.
٢ ـ المنتظم ٥ / ٦٨.
٣ ـ العسل المصفّى ١ / ٣١٨.