وعن عائشه بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الجُحفة، وأخذ بيد عليّ عليهالسلام، فخطب فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال : أيّها النّاس، إنّي وليّكم. قالوا : صدقتَ يا رسول الله. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها وقال : هذا وليّي، والمؤدّي عنّي، وإنّ الله مُوالٍ لمن والاه ومُعادٍ لمن عاداه.١
وقوله جلّت قدرته (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)٢ لمّا نزت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا بني عبد المطّلب، إنّي أنا النذير إليكم من الله سبحانه، والبشير بما لم يجئ به أحد منكم، جئتكم بالدّنيا والآخرة، فأسلِموا وأطيعوني تهتدوا، ومن يؤاخيني ويوازرني، ويكون وليّي ووصيّي بعدي، وخليفتي في أهلي، ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثاً، كلّ ذلك يسكت القوم، ويقول عليّ عليهالسلام أنا، فقال : أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أُمِّر عليك!٣
وعن أنس بن مالك قال : كنّا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرنا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أو سلمان الفارسيّ، أو ثابت بن معاذ الأنصاريّ، لأنّهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله، فلمّا نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) وعلمنا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله نُعيت اليه نفسه، قلنا لسلمان : سَلْ رسول الله صلىاللهعليهوآله : مَن نُسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا، ومن أحبّ النّاس إليه؟ فلقيه فسأله فأعرض عنه، ثمّ سأله فأعرض عنه، فخشي سلمان أن يكون رسول الله صلىاللهعليهوآله قد مَقَته ووجد عليه، فلمّا
_______________________
١ ـ خصائص النسائيّ ٣١ رقم ٩، ١٣٧ رقم ٩٤؛ مؤدّاه في مطالب السؤول ٩٧؛ البداية والنهاية ٥ / ٢١٢.
٢ ـ الشعراء / ٢١٤.
٣ ـ تفسير الثعلبيّ ٧ / ٢٨٢؛ شواهد التنزيل ١ / ٥٤٣؛ تأويل ما نزل من القرآن الكريم لابن الحجام ٢٠٣ ـ ٢٠٨؛ تنبيه الغافلين ١٢٨؛ الرياض النضرة ٢ / ١٢٥.