وقال : رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنّك قسيم النّار، وإنّك تقرع باب الجنّة وتدخلها بغير حساب.١
وعن عليّ عليهالسلام قال : أنا قسيم النّار، إذا كان يوم القيامة، قلت : هذا لكِ وهذا لي.
قوله عليهالسلام : أنا قسيم النار، أي مُقاسمها ومُساهمها، يعني أصحابه على شطرين : مهتدون وضالّون، فكأنّه قاسَمَ النّار إيّاهم فشطرٌ لها وشطر معه في الجنّة، فالّذين هم ضالّون في نار الجحيم، والّذين هم مهتدون إلى جنّات النعيم. ولله درّ القائل في مدحه عليهالسلام :
عَليّ حُبّه جُنَّة |
|
قَسيمُ النّار والجَنّه |
وصيُّ المصطفى حَقّاً |
|
إمام الإنس والجِنّه٢ |
وقال الكنجيّ الشّافعيّ : قال : محمّد بن منصور الطوسيّ : كنّا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل : يا أبا عبدالله، ما تقول في هذا الحديث الّذي يُروىٰ أنّ عليّاً عليهالسلام قال : أنا قسيم النّار؟ فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث، أليس رَوَينا أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق؟ قلنا، بلى : قال : فأين المؤمن؟ قلنا، في الجنّة. قال : فأين المنافق؟ قلنا، في النّار، قال : فعليّ قسيم النّار.٣
_______________________
١ ـ المناقب لابن المغازليّ ٦٧؛ المناقب للخوارزميّ ٧١، ٢٩٤؛ المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٤، ٣ / ١٩٢؛ ميزان الاعتدال ٢ / ٣٧٧ و ٤ / ٢٠٨ لسان الميزان ٣ / ٢٤٧، ٦ / ١١٣؛ البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥؛ العلل للدارقطنيّ ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢.
٢ ـ فرائد السمطين ١ / ٣٢٦؛ ينابيع المودّة ١ / ٢٥٤، وفيه : وممّا نسب إلى الإمام الشّافعيّ.
٣ ـ كفاية الطالب ٦٣؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٨٤، ٩٥، ١٢٨؛ حلية الأولياء ١ / ٦٦؛ تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٠؛ مستدرك للحاكم ٣ / ١٢٨؛ تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٥، ٤ / ٤١، ٨ / ٤١٧، ١٤ / ٤٢٦؛ مطالب السؤول ٨٣، ٨٤؛ طبقات الحنابلة ٣٢٠ رقم ٤٤٨.