ولا غرب ولا بَرّ ولا بحر، إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بعد الموت، يقولان للميّت؛ مَن ربّك؟ وما دِينك؟ ومَن نبيّك؟ ومَن إمامك؟١
فهذا أدلّ على وجوب ولايته واتّباعه والاقتداء والتمسّك به، لأنّ مِن المحال أنّ يسأل الله تعالى عبدَه بعد الموت عن ولاية إمامٍ لم يكن أمَرَه باتّباعه والاقتداء به، ونصب له علماً ظاهراً مكشوفاً في الدّلالة على ذلك الإمام، ومولانا عليّ عليهالسلام عَلَمُ ولايته ظاهرٌ مكشوف بدليل الكتاب العزيز والأخبار الواردة مِنَ الفريقين.٢
وعن عبد الرحمٰن بن كثير، قال : سألت جعفر الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ). وسألته عن قوله تعالى : (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ)٣، قال عليهالسلام : ولاية أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام، كان يقول : ما لله نبأ هو أعظم منّي، ولا لله آية أكبر منّي.٤
وعن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر الباقر عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)، فقال : هو عليّ عليهالسلام : لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس فيه خلاف.٥
وقال أبو عبد الله الحسين بن حَمْدان في «الهداية الكبرى» : وقوله عزّ وجلّ :
_______________________
١ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٤١٨؛ نهج الإيمان ٥٠٧، ٥٥٣؛ دلائل الصدق ٢ / ٣٢١؛ تأويل الآيات الظاهرة ٧٣٤.
٢ ـ نهج الإيمان ٥٥٤.
٣ ـ الكهف / ٤٤.
٤ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٤٠٢؛ تفسير القمّيّ ٢ / ٤٠١؛ غاية المرام ٣٤٣.
٥ ـ تأويل ما نزل من القرآن الكريم ٤٢٣؛ بصائر الدّرجات ٧٧، ٩٦؛ تأويل الآيات الظاهرة ٧٣٤.