نفس محمّد صلىاللهعليهوآله.١ وتسالموا على أنّه صلىاللهعليهوآله لم يَدْعُ للمباهلة إلّا هؤلاء. ولو كان غير هؤلاء من أصحابه بمنزلتهم عند الله وعنده لأخذ النّبيّ صلىاللهعليهوآله معهم للمباهلة، ولمّا لم يأخذ غيرهم تعيّنت أفضليّتهم. وكما بيّنّا، ثبتت عصمة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من قوله تعالى : (وَأَنفُسَنَا)، وقد ادّعى الخلافةَ لنفسه، والمعصوم يكون صادقاً.
وقال الفخر الرازيّ : ذيل الآية الكريمة (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ)٢ : أجمعت الأمّة على أنّ بعض الأنبياء عليهالسلام أفضل من بعض، وعلى أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله أفضل من الكلّ. ويدلّ عليه من وجوه أحدها، قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،٣ فلمّا كان رحمة لكلّ العالمين لزم أن يكون أفضل من كلّ العالمين.٤ وهذا الدليل بعينه يدلّ على أنّ عليّاً عليهالسلام أفضل من الكلّ : لأنّه عديل النّبيّ صلىاللهعليهوآله ونفسه بنصّ آية المباهلة، وأذعن الفخر الرازيّ٥
_______________________
١ ـ شواهد التنزيل ١ / ١٥٥ ـ ١٦٧؛ تنبيه الغافلين ٢١ ـ ٢٦؛ تفسير الثعلبيّ ٣ / ٨٤، ٨٥ : المناقب لابن المغازليّ ٢٦٣؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٥٠؛ تفسير الكشّاف ١ / ٣٦٨؛ تفسير الدرّ المنثور ٣ / ٢١٢؛ تاريخ اليعقوبيّ ٢ / ٦٦؛ الكامل في تاريخ ٢ / ١١٢؛ تفسير الطبريّ ٣ / ٢١٢؛ أسباب النزول للواحديّ ٧٤؛ نظم درر السمطين ١٠٨؛ تذكرة الخواصّ ١٨؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٨٥؛ البداية والنهاية ٥ / ٥٤؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٦٣٨؛ الصواعق المحرقة ١٤٥؛ الرياض النضرة ٢ / ١٥٢؛ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠؛ السيرة النبويّة لابن هشام ٢ / ٢٢٢؛ السيرة الحلبيّة ٣ / ٢٤٠؛ اُسد الغابة ٤ / ٢٦؛ فتوح البلدان ٧٥؛ ذخائر العقبى ٢٥؛ تفسير ابن كثير ١ / ٣٧٠؛ تفسير الحبريّ ٢٤٧؛ تأويل الآيات الظاهرة ١١٦ ـ ١١٨؛ تفسير مجمع البيان ٢ / ٤٥٣؛ الطّرائف ٤٢؛ فضائل أمير المؤمنين لابن عقدة الكوفيّ ١٨٤.
٢ ـ البقرة / ٢٥٢.
٣ ـ الأنبياء / ١٥٨.
٤ ـ التفسير الكبير للرازيّ ٦ / ٢٠٨.
٥ ـ نفس المصدر ٨ / ٨٦.