وجمعهما بضمير مضاف إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله، أثيت رسول الله لنفس عليّ عليهالسلام بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموماً، فإنّه صلىاللهعليهوآله أولى بالمؤمنين وسيّد المؤمنين. وكلّ معنى أمكن إثباته ممّا دلّ عليه لفظ المولىٰ لرسول الله صلىاللهعليهوآله، فقد جعله لعليّ عليهالسلام، وهذه مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة عليّة، ومكانة رفيعة خصّة صلىاللهعليهوآله بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه.١
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، نفسك نفسي، وحربك حربي، وسلمك سلمي،٢ يعني : حُكم نفسك في عداوتها، ومحبّتها، والاقتداءبها، والتقدّم عليها، منزلة نفسي.
وقال علي بن عيسى الإربليّ : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام نظيره صلىاللهعليهوآله في مماثلة نفيسهما، وإنّ نفسه قامت مقام نفسه عليهماالسلام، وأنّ الله عزّ وجلّ قد جعله نفس رسوله صلىاللهعليهوآله، بدليل قوله سبحانه تعالى : (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ)٣، فجعل نفس عليّ عليهالسلام نفسه صلىاللهعليهوآله ، لأنّه صلىاللهعليهوآله قال : تعالوا نَدْعُ، والداعي لا يدعو نفسه وإنّما يدعو غيره، فثبتت أنّ المراد بنفسه في الدّعاء نفس عليّ عليهالسلام، وبذلك ورد تفسير هذه الآية.٤
ونعم ما قيل :
از محمّد وز عليّ بهر سجود قدسيان |
|
|
|
هيكل توحيدى اندر كاخ سرمد ساختند |
|
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ٨٠.
٢ ـ المناقب لابن المغازليّ ٥٠، مسند أحمد بن حنبل ٤ / ١٦٤؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٣٠٠.
٣ ـ آل عمران / ٦١.
٤ ـ كشف الغمّة ١ / ٤٥٠.