اُسكت فإنّك فاسق، فنزلت الآية، فسمّى الله تعالى عليّاً مؤمناً وسمّى الوليد فاسقاً.١
وقال العاصميّ : أمّا الأسماء الّتي كان المرتضى فيها سَميّ الله تعالى بها : الوليّ، والمولى، والهادي، والسيّد، والحليم، والأوّل، وعليّ.٢
أمّا الوليّ فإنّ الله سبحانه وصف نفسه به وقال : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا).٣ وقال تعالى في الآية من سورة آل عمران : (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).٤ وأيضاً قال جلّ وعلا في الآية من سورة الأنعام : (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم).٥ فكذلك المرتضى عليهالسلام سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله وليّاً، وقال لعليّ عليهالسلام : مَن كنتُ وليّه فعليّ وليّه، أو مولاه.٦
_______________________
١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٥٧٢ ـ ٥٨٢؛ تفسير الحِبريّ ٢٩٥؛ أسباب النزول للواحديّ ٢٣٥؛ المناقب للخوارزميّ ٢٩٧؛ المناقب لابن المغازليّ ٣٢٤؛ تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢١؛ الأغاني ٥ / ١٥٣؛ كفاية الطالب ١٢٣، باب ٣١؛ تفسير الطبريّ ٢١ / ٦٨؛ نظم درر السمطين ٩٢؛ فضائل الطالبيّين ١٤٤؛ وفيه : هو الوليد بن عُقبة بن أبي معيط، قَتل عليّ أباه عُقبة صبراً بأمر الرسول صلىاللهعليهوآله، والوليد أخو عثمان بالرّضاعة وكان من ألدّ أعداء عليّ وأهل بيته عليهمالسلام، وَصَفَتْهُ الأحاديث بالفاسق والزاني والفاجر والسكّير، وقد نزلت آيتان بذمّه، ففي إحداهما وصف بأنّه فاسق وفي الثّانية إنّه لا يستوي مع المؤمنين لفسقه، ولّاه عثمان الكوفة، فصلّى الصبح أربعاً وهو سكران وقال : هل أزيدكم؟! فضربه ابن مسعود، ثمّ إنّه جُلد حدّ الخمر بإصرار من أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام. ومخازي الرجل كثيرة، فقد لحق بمعاوية وسانده في حروبه ضدّ عليّ عليهالسلام.
٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٤٨.
٣ ـ البقرة / ٢٥٧.
٤ ـ آل عمران / ٦٨.
٥ ـ الأنعام / ١٢٧.
٦ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٥٧؛ المناقب لابن المغازليّ ١٦ ـ ٢٧، وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً.