وعن القاضي التستريّ بإسناده، قال : قال أبو ذرّ : أمَرَنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن نسلّم على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وقال : سلّموا على أخي ووارثي، وخليفتي في قومي، ووليّ كلّ مؤمن من بعدي، سلّموا عليه بإمرة المؤمنين وأنّه وليّ كلّ من يسكن الأرض إلى يوم العَرض، ولو قدّمتموه لأخرجت لكم الأرضُ بركاتها؛ فإنّه أكرم مَن عليها مِن أهلها، قال أبو ذرّ : فرأيته وقد تغيّر لونه، وقال : حقّ من الله أمرني به وبذلك أمرتكم، فقام وسلّم عليه بإمرة المؤمنين، ثمّ أقبل على أصحابه وقال ما قاله.١
وعن ابن عبّاس قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: سألت الله يا عليّ فيك خمساً فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً؛ سألت الله أن يجمع عليك أمّتي فأبىٰ عَليَّ، وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي تسبق به الأولّين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي.٢
وعن سعيد بن المسيّب قال : قلت لسعيد بن أبي وقّاص إنّي أريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك، قال : سلّ عمّا بدا لك فإنّما أنا عمّك قال : قلت مقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فيكم يوم غدير خمّ، قال : نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره.
قال : إنّ أبا بكر وعمر لمّا سمعا ذلك، قالا : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى
_______________________
١ ـ إحقاق الحقّ ٤ / ٢٧٧.
٢ ـ كنز العمّال بهامش مسند أحمد ٥ / ٣٥؛ تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٩؛ تلخيص المستدرك بهامش المستدرك الحاكم ٣ / ١٢٦؛ ذخائر العقبى ٩٩.