رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحلّة في التعظيم.
وعن السيّد محمود الآلوسيّ صاحب التفسير الكبير قال : في رسالته : «شرح الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة» التي نظمها عبد الباقي الأفنديّ العمريّ، عند قول الناظم :
أنت العليّ الذي فوق العُلى رُفعا |
|
ببطنِ مكّة عند البيت إذ وُضِعا |
«وكون الأمير كرم الله وجهه في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين العامّة والخاصّة ـ إلى أن قال ـ وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين. وقيل : أحَبّ عليه الصلاة والسلام أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها يوضع الصنم عن ظهرها، فإنّما ـ كما ورد في بعض الآثار ـ كانت الكعبة تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها، تقول : أي ربّ، حتّى متى تُعبَد هذه الأصنام حولي؟! والله تعالى يعدها بتطهيرا من ذلك».١
روى شيخنا المفيد، وشيخنا الشهيد في مزاريهما، والسيّد ابن طاووس في «مصباح الزائر» في لفظ الزيارة الذي علّمه الإمام الصادق عليهالسلام محمّد بن مسلم لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في يوم المولد النبيّ صلىاللهعليهوآله في السابع عشر من ربيع الأوّل ما نصّه : «السلام عليك يا من وُلد في الكعبة، وزوّج في السماء بسيّدة النساء ...»
ثمّ قال بعد سرد فضائل جمّة له عليهالسلام : السلام على المخصوص بالطّاهرة التقيّة ابنة المختار، المولود في البيت ذي الأستار ...».٢
_______________________
١ ـ شرح عينيّة عبد الباقي للآلوسيّ ١٥.
٢ ـ بحار الأنوار ١٠٠ / ٣٧٤ عن المزارين والاقبال ٦٠٨.