وقال الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكانيّ بإسناده عن ابن عبّاس، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ليلة أُسري بي ما سألت ربّي إلّا أعطانيه، وسمعت منادياً من خلفي يقول : يا محمّد، إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد. قلت : أنا المنذر، فمن الهادي؟ قال : عليّ الهادي المهتدي، القائد أمّتك إلى جنّتي غرّاً محجّلين برحمتي.
وقال أيضاً بإسناده عن أبي برزة الأسلميّ، قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله ماء الطّهور وعنده عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام ـ بعد ما تطهّر ـ فألصق يده بصدره، فقال : إنّما أنت منذر، ثمّ ردّها إلى صدر عليّ، ثمّ قال : ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ ثمّ قال له : إنّك منارة الأنام، وراية الهدى، وأمين القرآن، أشهد على ذلك أنّك كذلك.١
وعنه أيضاً قال : قال عبد الله بن عامر؛ أُزعِجَت الزّرقاء الكوفيّة إلى المعاوية ابن أبي سفيان، فلمّا أُدخلت عليه لها معاوية : ما تقولين في مولى المؤمنين عليّ؟ فأنشأت تقول :
صلّى الإلٰهُ على قبرٍ تَضَمّنَهُ |
|
نورٌ فأصبحَ فيه العدلُ مدفونا |
مَن حالف العدل والإيمان مقترناً |
|
فصار بالعدل والإيمان مقرونا |
فقال لها معاوية : كيف غرّزت فيه هذه الغريزة؟ فقلت : سمعت الله يقول في كتابه لنبيّه (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا)، المنذر رسول الله صلىاللهعليهوآله، الهادي عليّ وليّ الله.٢
قال محمّد بن حسام الدّين بن شمس الدّين الخُوسفيّ، المتخلص بابن حسام
_______________________
١ ـ شواهد تنزيل ١ / ٣٨١ ـ ٣٩٥؛ الفصول المهمّة ١٢٣؛ فردوس الأخبار ١ / ٧٥ رقم ١٠٣؛ ميزان الاعتدال ١ / ٤٨٤؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨ / ٩؛ روضة الواعظين ١١٦.
٢ ـ شواهد التنزيل ١ / ٣٩٣.