وانتَجى القومُ وتَناجوا، أيّ تَسارّوا.
وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً).١
قال الحاكم الحسكانيّ بإسناده عن مجاهد : إنّ عليّاً عليهالسلام قال : إنّ في القرآن لآية ما عمل بها غيري قبلي ولا بعدي، وهي آية النّجوى، قال : كان لي دينار فبعتُه بعشرة دراهم، فكلّما أردت أن أناجي النّبيّ صلىاللهعليهوآله تصدّقت بدرهم منه، ثمّ نُسخت.٢
وعن محمّد بن يوسف الكنجيّ، قال : وفي هذا الحديث دلالة على تخصيص عليّ عليهالسلام بهذه النجوى، «وفقه الحديث» : جواز النجوى للسّلطان أو للوالي أو الزعيم مع بعض خواصّه، وفي الحديث دلالة على أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله إنّما كان أمره ونهيه موجزاً إلّا ما خصّه الله عزّوجلّ به لينهي جميع ما أمره به.
وكان النّبيّ صلىاللهعليهوآله يوم الطائف حين حاصرها ونصب المنجنيق عليها أشار على أصحابه بالرحيل عنها قبل أن تُفتح عليه، لأنّ الله تعالى أخبره أنّه غير فاتحها من يومه ذاك لِما أراد الله تعالى من بقاء أهلها، ودخولهم في الإسلام
_______________________
١ ـ المجادلة / ١٢.
٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٣١١ ـ ٣٢٨، عن جماعة؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٤٠٦ رقم ٣٣٠٠، كتاب التفسير؛ تذكرة الخواصّ ١٧؛ المناقب للخوارزميّ ٢٧٦؛ خصائص النسائيّ ٢١٠ رقم ١٥٢؛ النور المشتعل ٢٤٩ ـ ٢٥٢؛ تفسير مجاهد ٢ / ٥٨، باختلاف؛ المستدرك للحاكم ٢ / ٤٨٢؛ فرائد السمطين ١ / ٣٥٨ رقم ٢٨٤؛ تفسير الحِبريّ ٣٢٠؛ تفسير الدرّ المنثور ٦ / ١٨٦؛ تفسير ابن كثير ٤ / ٣٢٧؛ تفسير الطّبريّ ٢٨ / ١٥؛ احكام القرآن للجصّاص ٣ / ٥٢٦؛ أسباب النزول للواحدي ٣٠٨؛ تنبيه الغافلين ١٨٧؛ تفسير الثعلبيّ ٩ / ٢٦١؛ كنز العمّال ١٣ / ١١٦ رقم ٣٧٣٧٦٢؛ المناقب لابن مغازليّ ١٢٤ ـ ١٢٦؛ كفاية الطالب ٢٩٢ ـ ٢٩٤.