إنّ هذه الخصائص العظيمة الّتي تشعّ بها شخصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام هي ـ بالقياس إلى المسلمين ـ مثال أعلىٰ وأفق مبين نتطلّع إلىٰ علوّه وجماله وجلاله إلالٰهيّ، ليكون لنا مناراً، وإماماً وهادياً إلى الله سبحانه، وإلى القول الثابت في الدّنيا والآخرة، يأمن مَن قصده، ويهلك مَن غفل عنه، ويضلّ مَن أعرض عنه وعاداه.
وقد حداني ما وجدته في القرآن الكريم وفي حديث النّبيّ صلىاللهعليهوآله وفي التاريخ من جميل أوصاف أمير المؤمنين عليهالسلام علىٰ محاولة التقاط عدد من هذه الأوصاف من المصادر المختلفة، مُوثَّقةً بمصادرها التفسيريّة والحديثيّة وغيرها، مرتّبة وفق الترتيب الهجائيّ. وقد لجأت إلىٰ أسلوب الإحالة والإرجاع في عدد غير قليل من المواضع ؛ ابتغاء للاختصار، بقدر ما تُسعفني به الطاقة، وحسبي في هذا أنّي قصدت أن أشارك مشاركة ـ ولو يسيرة ـ في تعظيم مَن عظّمه الله ورسوله، وفي تقديم من قدّمه الله ورسوله، سائلاً الله تعالىٰ أن يتجاوز عنّي، فمنه ما يليق بجوده وكرمه، ومنّي ما يليق بضعفي وعجزي.
وفي الختام أرىٰ من الواجب أن أتقدّم بالشكر لسماحة الأستاذ عليّ البصريّ الذي عاضدني في مراجعة الكتاب وتقويم منهجه، وأشكر كذلك للأخ الفاضل عبد الرحيم مبارك مساعيه في ملاحظة قسم منه من قبل. وللإخوان الأعزّاء السيّد نعمةالله الطباطبائيّ، وعلاء بصيري مهر، ومحمّد عليّ چنارانيّ والسيّد رضا سيادت، شكري وتقديري لقيامهم ـ كلّ من موقعه ـ بأعباء تنضيد الحروف وملاحظة تجارب الطبع وتنظيم الصفحات، ولهم جميعاً منّي خالص الدّعاء.
|
علي أصغر شكوهي قوچاني ٢٢ / ٨ / ١٣٨٣ |