واستنبطت من كلّ باب ألف باب.١
وعن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (الرَّحْمَٰنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ)، قال : الله علّم القرآن. قلت : فقوله : (خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، قال : ذلك أمير المؤمنين، علّمه الله سبحانه بيان كلّ شيء يحتاج إليه النّاس.٢
وعن عمر بن الخطّاب قال : عليّ بن أبي طالب أعلم النّاس بما أنزل الله على محمّد صلىاللهعليهوآله.٣
وقال عماد الدّين الطبريّ في أسرار الإمامة : كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أستاذ العلماء الإسلاميّين في سائر العلوم :
أمّا البلاغة فمنه أُخذ قانونها، وأُصولها وتفاريعها نظماً ونثراً. وإليه تنتهي تصانيف العلماء في علم البيان والتّبيان.
وأمّا علم التّفسير فمن ابن عبّاس، ومنه إليه عليهالسلام، وكان أربعين عاماً في خدمته مع حذاقته، ومنه انتشر إلى علماء الطوائف.
وأمّا علم الأصولَين فمن الجبّائيّين إلى ابنه محمّد بن الحنفيّة، ومنه إلى عليّ عليهالسلام.
وأمّا علم النّحو فهو عليهالسلام واضع عم النّحو، قال ياقوت في معجم الأدباء : وكان عليه السلام أول مَن وضع النحو وسنّ العربيّة، وذلك أنّه مرّ برجل يقرأ (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) بكسر اللام في رسوله، فوضع النحوَ
_______________________
١ ـ كنز العمّال ٦ / ٤٠٥؛ فرائد السمطين ١ / ١٠١؛ ينابيع المودّة ١ / ٢٢٢.
٢ ـ تأويل ما نزل من القرآن ٣٤٩؛ تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٣؛ تأويل الآيات الظاهرة ٦١١.
٣ ـ شواهد التنزيل ١ / ٣٩.