الكتاب الى الإمام عليهالسلام وإن اكتفى الشيخ رحمهالله عند إيراد الخبر بسند فيه ضعف.
السّابع : أنّ الشيخ ذكر في «الفهرست» (١) عند ترجمة محمّد بن بابويه القمّي ما هذا لفظه : له نحو من ثلاث مائة مصنّف ، أخبرني بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا منهم الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله الغضائري ، وأبو الحسين بن جعفر بن الحسن بن حسكة القمّي ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني ، كلّهم عنه. انتهى.
فظهر أنّ الشيخ رحمهالله روى جميع مرويّات الصّدوق نوّر الله ضريحهما بتلك الأسانيد الصّحيحة ، فكلّما روى الشيخ خبرا من بعض الأصول التي ذكرها الصّدوق في «فهرسته» بسند صحيح ، فسنده الى هذا الأصل صحيح وإن لم يذكر في «الفهرست» سندا صحيحا إليه.
وهذا أيضا باب غامض دقيق ينفع في الأخبار التي لم تصل إلينا من مؤلّفات الصّدوق ، فإذا أحطت خبرا بما ذكرنا لك من غوامض أسرار الأخبار ـ وإن كان ما تركنا أكثر ممّا أوردنا ـ وأصغيت إليه بسمع اليقين ونسيت تعسّفات المتعسّفين وتأويلات المتكلّفين ، لا أظنّك ترتاب في حقيّة هذا الباب ولا يحتاج بعد ذلك الى تكلّفات الأخباريين في تصحيح الأخبار ، والله الموفق للخير والصواب. انتهى كلامه (٢) أعلى الله مقامه.
ثمّ اعلم أنّ هاهنا روايات كثيرة وردت عن أئمتنا عليهمالسلام في علاج التّعارض بين الأخبار وترجيحها تنيف على ثلاثين وتقرب أربعين على ما وصل إلينا ، وهي
__________________
(١) «الفهرست» ٢٣٨ الرقم ٧١٠.
(٢) كلام المجلسي في «أربعينه».