السلطانية لتهنئتها وتعريفها بكمال الطاعة والانقياد ، فوافق الشريف بركات وأرسل ولده الشريف لهذا الغرض نائبا عنه إلى مصر ، حيث قابل السلطان ، ثم عاد إلى أبيه ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت بلاد الحرمين الشريفين خاضعة للحكم العثماني (١).
فانضم إقليم الحجاز إلى الدولة العثمانية سلميا عام ٩٢٣ ه / ١٥١٧ م فاعتبر العثمانيون هذا الأمر من أعظم الانتصارات التي حققوها بعد أن أنهوا وجود الدولة المملوكية في الشام ومصر ، وحققوا انتصارا في معركة جالديران على الدولة الصفوية (٢) الشيعية في فارس والعراق ، فكان انضمام الحجاز إليهم بمثابة التتويج لهذه الانتصارات لما للحجاز من مكانة كبرى في قلوب المسلمين ، فهي تضم أقدس البقاع (مكة المكرمة ـ والمدينة المنورة ـ والمشاعر الحرام).
لذا حرص العثمانيون على منطقة الحجاز ، وأولوا ولاية الحجاز
__________________
(١) انظر هذا في : النهروالي ـ الأعلام ٢٧٧ ، ٢٨٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ ، ٣١٩ ، السنجاري أحداث سنة ٩٢٣ ه.
(٢) النهروالي ـ قطب الدين محمد بن أحمد ـ الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ط ١ ـ الطبعة الخيرية ـ القاهرة ١٣٠٥ ه ، على هامش كتاب خلاصة الكلام للسيد أحمد دحلان ص ١٨٥ ، ١٩١ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ـ تحقيق بسام عبد الوهاب الجابي ط ١ ـ دار البصائر ـ دمشق ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م ص ٣٧ ـ ٣٩ ، يوسف أصاف ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ـ تحقيق بسام الجابي ط ٣ ـ دار البصائر ـ دمشق ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م ص ٦٩ ـ ٧١ ، عبد العزيز الشناوي ـ الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها ـ مكتبة الأنجلو المصرية ١٩٨٠ م ص ١٩ ـ ٢٠ ، محمد أنيس ـ الدولة العثمانية والمشرق العربي ـ مكتبة الأنجلو المصرية ١٩٨٤ م ص ١٠٨ ـ ١١٣ ، ١٢٧ ـ ١٣٠.