بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، والتابعين ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد :
فمن أهداف جامعة أم القرى رعاية البحث العلمي لا سيما في مجالات العلوم ذات الصلة بما يتعلق بالإسلام والأمة الإسلامية ، فكانت رائدة وسباقة في بعث تاريخ هذا البلد الأمين ، وإذ يتبنى معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بالجامعة نشر هذا السفر الكبير في تاريخ مكة ، فإنه بذلك يحقق رسالة الجامعة في تحمل المسئولية العلمية في تحقيق التراث الإسلامي ونشره.
وكتاب «منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم» لعلي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري ، مكي المولد والنشأة والوفاة ، «وأهل مكة أدرى بشعابها» ، اعتمد في تأليفه على كل من سبقه من المؤرخين في كتب السيرة وتواريخ مكة وقصص الأنبياء والتفسير والتراجم والتاريخ العام ، وكتب الفقه والأدب واللغة ، كما اعتمد على مشاهدات والده وجده.
ويزيد من أهمية الكتاب أن معظم ما اشتمل عليه المجلدان الرابع والخامس ، هو أحداث ووقائع ، عاشها المؤلف وشاهدها ، حتى وفاته في محرم سنة ١١٢٥ ه ، وأصبح كتابه هو المصدر الرئيسي لمن جاءوا بعده وأرّخوا لمكة في هذه الفترة.
وقد بذل المؤلف جهودا مضنية في تتبع هذه الأخبار ، وتنسيقها حسب الحوليات ، ووفق الموضوع أحيانا.
وهذه الجهود ظاهرة من خلال التعليقات الكثيرة التي أثبتها المحققون في الهوامش ، والتوثيق لنقوله.
والكتاب يقع في ستة مجلدات ، الأول والثاني بتحقيق د. جميل عبد الله المصري ، والثالث والرابع : بتحقيق د. ماجدة فيصل ، والخامس : بتحقيق