ما سهل الله أن تسمى |
|
لما حوته غير السلافة |
وفي كتابه منائح الكرم الذي أفاض به وأجاد في تأريخه لمكة المكرمة ، حيث جمع فيه ما وجده في أمهات الكتب وغيرها مما تناثر في جوانب سواها عن أخبارها وآثارها وولاتها وغير ذلك. تناول أخبار مكة والبيت في معظم الجزء الأول بشكل عام. ثم رتب الباقي ترتيبا حوليا.
كما كان السنجاري أحد علماء عصره وفقهائه ، أخذ علمه عن أكابر العلماء والفقهاء في ذلك الوقت حتى غدا أحدهم (١) ، مما جعله جديرا بخطابة وإمامة المسجد الحرام (٢). وهذا منصب لا يتولاه إلا كل فقيه ضالع في أمور الدين يلم بالعلوم الشرعية والأدبية ، وكثيرا ما عالج في كتابه منائح الكرم أمورا فقهية تدل على تضلعه في الفقه.
ويتضح ذلك في كتابه القربة بكشف الكربة (٣) الذي عالج فيه موضوع عدم صحة صلاة المؤتم بالإمام الخارج وهو في جوف الكعبة.
كما أنه قاوم بعض البدع التي كانت شائعة فيمن قبله ، وذلك بالتركيز عليها كتابة للفت الأنظار لمعالجتها ، ومن أمثلة ذلك ما ذكره حول بدعة تقبيل خف جمل المحمل (٤) ، وبدعة سرة الدنيا ، وبدعة الوقيد في
__________________
(١) انظر : أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ص ٣٥٨.
(٢) انظر : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١١٢٥ ه ، الدهلوي ناسخ النسخة (ج) ختم بها الجزء الثالث من المخطوط ، الردادي ـ الشعر الحجازي حاشية ص ١٥٥.
(٣) انظر : البغدادي ـ إيضاح المكنون ٢ / ٢٢٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ٢٩٢ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٧ / ٤٩.
(٤) انظر لوحة ١٣٤ من (أ).