ما أمر به أوحى إليه بالرسالة وهي في قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فتكون جملة (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) بدل بعض من جملة (وَإِذِ ابْتَلى) ، ويجوز أن يكون الابتلاء هو الوحي بالرسالة ويكون قوله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) تفسيرا لابتلى.
والإمام الرسول والقدوة.
و (إبراهيم) اسم الرسول العظيم الملقب بالخليل وهو إبراهيم بن تارح (وتسمي العرب تارح آزر) بن ناحور بن سروج ، ابن رعو ، ابن فالح ، ابن عابر ابن شالح ابن أرفكشاد ، ابن سام ابن نوح هكذا تقول التوراة. ومعنى إبراهيم في لغة الكلدانيين أب رحيم أو أب راحم قاله السهيلي وابن عطية ، وفي التوراة أن اسم إبراهيم إبرام وأن الله لما أوحى إليه وكلمه أمره أن يسمى إبراهيم لأنه يجعله أبا لجمهور من الأمم ، فمعنى إبراهيم على هذا أبو أمم كثيرة.
ولد في أور الكلدانيين سنة ١٩٩٦ ست وتسعين وتسعمائة وألف قبل ميلاد المسيح ، ثم انتقل به والده إلى أرض كنعان (وهي أرض الفنيقيين) فأقاموا بحاران (هي حوران) ثم خرج منها لقحط أصاب حاران فدخل مصر وزوّجه سارة وهنالك رام ملك مصر افتكاك سارة فرأى آية صرفته عن مرامه فأكرمها وأهداها جارية مصرية اسمها هاجر وهي أم ولده إسماعيل ، وسماه الله بعد ذلك إبراهيم ، وأسكن ابنه إسماعيل وأمه هاجر بوادي مكة ثم لما شب إسماعيل بنى إبراهيم البيت الحرام هنالك.
وتوفي إبراهيم سنة ١٧٧٣ ثلاث وسبعين وسبعمائة وألف قبل ميلاد المسيح.
وفي اسمه لغات للعرب : إحداها إبراهيم وهي المشهورة وقرأ بها الجمهور ، والثانية إبراهام وقعت في قراءة هشام عن ابن عامر حيثما وقع اسم إبراهيم ، الثالثة إبراهم وقعت في رجز لزيد بن عمرو بن نفيل :
عذت بما عاذ به إبراهيم |
|
مستقبل الكعبة وهو قائم |
وذكر أبو شامة في شرح حرز الأماني عن الفراء في إبراهيم ست لغات :
إبراهيم ، إبراهام ، إبراهوم ، إبراهم ، (بكسر الهاء) ، إبراهم (بفتح الهاء) إبراهم (بضم الهاء).
ولم يقرأ جمهور القراء العشرة إلا بالأولى وقرأ بعضهم بالثانية في ثلاثة وثلاثين موضعا سيقع التنبيه عليها في مواضعها ، ومع اختلاف هذه القراءات فهو لم يكتب في