أسود» وفي الحديث ذكر : حنظلة بن صفوان نبي أهل الرس ، وذكر خالد بن سنان نبي (١) عبس ، وفي الحديث : «أن نبيئا لسعته نملة فأحرق قريتها فعوتب في ذلك». ولا يكاد الناس يحصون عددهم لتباعد أزمانهم وتكاثر أممهم وتقاصي أقطارهم مما لا تحيط به علوم الناس ولا تستطيع إحصاءه أقلام المؤرخين وأخبار القصاصين وقد حصل من العلم ببعضهم وبعض أممهم ما فيه كفاية لتحصيل العبرة في الخير والشر ، والترغيب والترهيب.
وقد جاء في القرآن تسمية خمسة عشر رسولا وهم : نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وهود وصالح وشعيب وموسى وهارون وعيسى ويونس ومحمدصلىاللهعليهوسلم واثنا عشر نبيئا وهم : داود وسليمان وأيوب وزكرياء ويحيى وإلياس واليسع وإدريس وآدم وذو الكفل وذو القرنين ولقمان ونبيئة وهي مريم. وورد بالإجمال دون تسمية صاحب موسى المسمى في السنة خضراء ونبي بني إسرائيل وهو صمويل وتبّع.
وليس المسلمون مطالبين بأن يعلموا غير محمد صلىاللهعليهوسلم ولكن الأنبياء الذين ذكروا في القرآن بصريح وصف النبوءة يجب الإيمان بنبوتهم لمن قرأ الآيات التي ذكروا فيها وعدتهم خمسة وعشرون بين رسول ونبيء ، وقد اشتمل قوله تعالى : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ) إلى قوله : (وَلُوطاً) [الأنعام : ٨٣ ـ ٨٦] على أسماء ثمانية عشر منهم وذكر أسماء سبعة آخرين في آيات أخرى وقد جمعها من قال :
حتم على كل ذي التكليف معرفة |
|
بأنبياء على التفصيل قد علموا |
في تلك حجتنا منهم ثمانية |
|
من بعد عشر ويبقى سبعة وهم |
إدريس هود شعيب صالح وكذا |
|
ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا |
واعلم أن في كون يوسف رسولا ترددا بينته عند قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ) في هذه السورة [٣٤] ، وأن في نبوءة الخضر ولقمان وذي القرنين ومريم ترددا. واخترت إثبات نبوءتهم لأن الله ذكر في بعضهم أنه خاطبهم ، وذكر في بعضهم أنه أوتى الحكمة وقد اشتهرت في النبوءة ، وفي بعضهم أنه كلمته الملائكة. ولا يجب الإيمان إلا بوقوع الرسالة والنبوءة على الإجمال.
ولا يجب على الأمة الإيمان بنبوة رسالة معين إلا محمدا صلىاللهعليهوسلم ، أو من بلغ العلم بنبوته بين المسلمين مبلغ اليقين لتواتره مثل موسى وعيسى وإبراهيم ونوح.
__________________
(١) في المطبوعة (بني).