الّا بالانفحة فاذا انعقد قلبه على الولاية صار كلّ فعل وفعليّة له منعقدا بالولاية وجميع فعليّاته مغلوبا ومحكوما بحكم فعليّة الولاية وصار اسم الانسانيّة واسم شخصه اسما لفعليّة الولاية وفعليّة الولاية كما سبق تحقيقها عند قوله: (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ؛) نازلة ولىّ الأمر ، وبتلك النّازلة يتحقّق نسبة الابوّة والبنوّة بين التّابع والمتبوع ، ونسبة الأخوّة بين الاتباع ، وبهذه النّسبة قال عيسى (ع) : انا ابن الله ، وقال : كلّ من حصل له تعميد التّوبة على يدي أو أيدي خلفائي فهو ابن الله ، ولذلك قالت النّصارى : نحن أبناء الله ولو لا تنزّل ولىّ الأمر في وجود المولىّ عليه لم يتحقّق شيء لتصحيح تلك النّسبة وقد أشار المولوىّ الى حصول تلك وتصحيحها بقوله :
هست إشارات محمّد المراد |
|
كل گشاد اندر گشاد اندر گشاد |
صد هزاران آفرين بر جان أو |
|
بر قدوم ودور فرزندان أو |
آن خليفه زادگان مقبلش |
|
زاده اند از عنصر جان ودلش |
گر ز بغداد وهرى يا از ريند |
|
بى مزاج آب وگل نسل ويند |
عيب جويان را از اين دم كور دار |
|
هم بستّارى خود اى كردگار |
ولكون الفعليّات والأفعال بدون الولاية قشورا خالية من الألباب ورد لو انّ عبدا عبد الله تحت الميزاب سبعين خريفا قائما ليله صائما نهاره ولم يكن له ولاية ولىّ امره أو ولاية علىّ (ع) بن ابى طالب (ع) لأكبّه الله على منخريه في النّار وغير ذلك من الاخبار المفيدة لهذا المضمون ، ولكون تلك الولاية عبارة عن الأعمال البدنيّة جعلت قرين الصّلوة والزّكاة والحجّ والصّوم في الاخبار الدّالّة على انّ الإسلام بنى على خمس ، ولكونها أصل الكلّ وأصل جميع الخيرات كما عرفت ورد في بعض الاخبار انّها أفضل وانّها مفتاحهنّ والوالي هو الدّليل عليهنّ ، وفي بعضها : لم يناد بشيء ما نودي بالولاية ؛ فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه يعنى الولاية ، وفي بعضها : من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهليّة ، وأحوج ما يكون الى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا ؛ وأهوى بيده الى صدره ، وفي بعضها : انّ الله فرض على خلقه خمسا فرخّص في اربع ولم يرخّص في واحدة ، وفي بعضها : حبّ علىّ حسنة لا يضرّ معها سيّئة ، وفي بعضها : إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره ، وغير ذلك من الاخبار الدّالّة على فضائل الولاية ، ونقل عن ابن أبى يعفور في بيان آخر الآية انّه قال : قلت لأبى ـ عبد الله (ع) انّى أخالط النّاس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ويتولّون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولّونكم ليست لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصّدق قال : فاستوى ابو عبد الله جالسا فأقبل علىّ كالغضبان ثمّ قال : لا دين لمن دان الله بولاية امام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان الله بولاية امام عادل من الله ، قلت : لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ ـ قال : نعم ، ثمّ قال (ع) : الا تسمع لقول الله : عزوجل (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعنى من ظلمات الذّنوب الى نور التّوبة والمغفرة لولايتهم كلّ امام عادل من الله عزوجل وقال (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) انّما عنى بهذا انّهم كانوا على نور الإسلام فلمّا ان تولّوا كلّ امام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الإسلام الى ظلمات الكفر فأوجب لهم النّار مع الكفّار وفي خبر : فأعداء علىّ (ع) أمير المؤمنين هم الخالدون في النّار وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزّهد والعبادة ، والحاصل انّ ولىّ علىّ لا يأكل الّا الحلال وعدوّ علىّ (ع) لا يأكل الّا الحرام ، ومن لم يكن ذا ولاية وعداوة لا يحكم عليه بحلّيّة ولا حرمة ؛ وكان مرجى لأمر الله ، وقوله تعالى : (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) بتعليق إحلال البهيمة على الوفاء بالعقود اشارة الى البيعة مع علىّ بالخلافة في غدير خمّ وجمع العقود لانّهم عقدوا البيعة في ذلك اليوم في ثلاثة مواطن وورد في عشرة مواطن للتّأكيد