من الذهب ، وألف تالنت من الفضة ، وألف ثوب من الحرير ، وألف جواد ، وألف فتاة عذراء ...
ولكن ما ذا حدث بعد هذا ..؟!.
لقد حدث بعدها العجب العجاب ، إذ انقلب هرقل اللاهي اليائس إلى بطل شجاع ، هجر ترفه ، وانقطع عن ملذاته ، وبدأ بوضع الخطط الرهيبة لهزيمة الفرس ، وكان يعرف أن قوة الفرس البحرية ضعيفة ، ولذلك أعد العدة البحرية ، للإغارة على الفرس من الخلف ، ورغم هذا كان الكثير من سكان القسطنطينية يرون أن هذا الجيش الذي يعده هرقل آخر جيش في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية.
وشن هرقل هجومه الأول المفاجئ على الفرس الذين لم يستطيعوا مقاومة هذه الغارة ، ولاذوا بالفرار.
مما أغرى هرقل أن يفاجئ الفرس مرة أخرى وينزل بهم هزيمة ثانية ، ليرجع بعدها إلى القسطنطينية عاصمته ، عن طريق البحر ، ويعقد معاهدة مع الأقارين ، استطاع بواسطتها أن يسد سيل الفرس ويوقف تقدمهم.
وبعد ذلك شن هرقل ثلاثة حروب أخرى ضد الفرس في سنوات ٦٢٣ ، ٦٢٤ ، ٦٢٥ ، واستطاع أن ينفذ إلى أراضي العراق القديم المعروفة ب «ميسوبوتانيا» عن طريق البحر الأسود.
واضطر الفرس للانسحاب من الأراضي الرومية نتيجة لهذه الحرب ، وأصبح هرقل في مركز يسمح له بالتوغل في قلب الإمبراطورية الفارسية ، وكانت آخر هذه الحروب المصيرية تلك التي خاضها الفريقان في «نينوى» على ضفاف دجلة ، في ديسمبر ٦٢٧ م.
ولما لم يستطع كسرى أبرويز مقاومة سيل الروم حاول الفرار من قصره المحبب إليه «دستكرد» ولكن ثورة داخلية نشبت في الامبراطورية ، واعتقله ابنه