كما أن أجمل طبعة للقرآن وآنقها كانت في المانيا الغربية رائدة الحروب الصليبية ...؟.
لقد كانت قراءة القرآن في الماضي مقصورة على من يعرف القراءة ، وأما اليوم فقد صار بإمكان المسلم ـ ممن يقرأ ولا يقرأ ـ أن يسمع القرآن ، ويتعلم تجويده ويحفظه ، بعد أن سجل القرآن الكريم على الاسطوانات ، ثم على الأشرطة ، بأصوات أمهر القراء في العالم الإسلامي ، وبالقراءات المختلفة من السبعة المتفق على تواترها ، فصار بإمكان الأمي ، والقارئ ، والبدوي ، والحضري ، والعربي ، والأعجمي ، أن يستمع إلى القرآن متى شاء ، وفي أي زمان أو مكان ، وأن يتعلمه ويحفظه ..؟.
المدارس تعمل المسابقات لحفظ القرآن ، والجامعات تعمل أيضا المسابقات ، وبعض الدول الإسلامية النائية كماليزيا مثلا تعمل سنويا مسابقة دولية لحفظ القرآن وترتيله ، والحكام يسارعون للتفاخر بنشر القرآن على نفقاتهم ، بأسمائهم أو بأسماء دولهم ، والإذاعات تتسابق لتسجيل القرآن بأصوات القراء ، ودور النشر تعمل كل ما في وسعها من أجل جذب الزبائن عن طريق إصدار أجمل الطبعات للقرآن ...؟
إن كل من يرى هذه الظاهرة اليوم ليقول : إنه من المستحيل إزالة القرآن من الوجود ، أو إبعاده عن الناس ، بعد أن وصل إلى ما وصل إليه من الثبات والتوثيق فيما ذكرناه من الوسائل.
ولذلك باءت كل محاولات التزوير أو التحريف التي قام بها اليهود وأعوانهم في العالم ، بنشر بعض الطبعات المحرّفة للقرآن ، لأنه لم يعد هناك أي مجال لمثل هذه المحاولات اليائسة ، بعد أن وصل القرآن إلى ما وصل إليه.
أليس هذا دليلا على مصداق قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)؟.
أو ليس في هذا دليل على حفظ الله قرآنه من التبديل والتغيير والتحريف في قوله تعالى : (إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ،