قال تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ).
وقال : (ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ، إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ).
وفي نفس الوقت لم يكن النبي صلىاللهعليهوسلم على علم بأخبار الأمم السابقة ، على التفصيل الدقيق الذي يخفى على كثير من المتخصصين علاوة عن الأميين.
وكانت أخبار الأمم السابقة مقصورة في الجاهلية على بعض الناس ، من العرب وغيرهم ، ممن شاع ذكرهم ، وانتشر في الناس صيتهم.
وما عرف هذا يوما عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
ومع ذلك فقد ورد في القرآن الكريم الكثير والكثير من أخبار الأمم الماضية ، وفي بعض الحالات بأدق التفاصيل التاريخية ، التي كانت لا تخفى على كثير من الذين كانوا على صلة بتاريخ الأمم السابقة ، كالإخبار عن قصة نوح عليهالسلام ، في دعوته لقومه ، وعن سير تلك الدعوة ، ومدتها ، وعاقبتها ، وعن الطوفان الذي غمر الأرض ، وغير ذلك من الأمور.
وكالإخبار عن أحوال بني إسرائيل مع فرعون ، ومع نبيهم موسى عليهالسلام ، والكشف عن سوءاتهم ومخازيهم ، من قتل الأنبياء ، والتعنت في المطالب ، والغلو في الأمور ، والتحايل على الشرع ، والعبث في الدين.
وكالإخبار عن حياة موسى عليهالسلام ، من بدئها إلى نهايتها ، وبأدق التفاصيل التاريخية التي كان يجهلها أكثر العرب إن لم نقل كلهم ، كما كان يجهلها كثير من بني إسرائيل.
كما كشف عن كثير من الأخطاء التي كان عليها بنو إسرائيل ، من اليهود والنصارى ، في شأن مريم ابنة عمران ، وعيسى عليهالسلام ، وعزيز ، فكان مطابقا لما كان معروفا عند بعض أحبار اليهود والنصارى ، ممن عرفوا الحقيقة.
فتكلم عن بدء حياة ابنة عمران ، وما صاحب حياتها من الكرامات التي