إلا أنه بقي عندنا شيء مهم ربما تساءل عنه بعض من عجز عن استيعاب هذه الحقائق العلمية ، ممن لم يرزق المرونة في عقله ، فربما ظن أن هذا الكلام يتنافى مع خلق الله للسماء والأرض ، والشمس والقمر والكواكب وغير ذلك ...
والجواب : أنه لا تنافي أبدا بين خلق الله لهذا العالم ، وبين ما ذكرناه ، وذلك أن الله لم يخبرنا أنه خلق الأرض وحدها خلقا مباشرا ، ولا خلق القمر وحده خلقا مباشرا ، ولا خلق كل كوكب وحده خلقا مباشرا ، وإنما هو الذي خلق المادة الأساسية لهذا الكون ، وبعد ذلك أجراها ضمن قوانين وسنن ، هو أيضا الذي خلقها وأوجدها ، فكان كل ما في الكون من خلق الله ، وعلى النظام الذي أراده الله.