السند ، إلا إذا أرادوا أن يخضعوا متنه لقاعدة التعارض مع المعقول فيما استقر في أذهانهم منه ، كما قاله الحسن البصري رحمهالله.
إلا أن وجهة نظرهم من حيث اللغة قوية ، وحجتهم من حيث الواقع وعدم شيوع الظاهرة بين الناس واضحة.
ولذلك ذهب جمهور المفسرين إلى التوسط بين المذهبين فقالوا : إن حادثة الانشقاق قد وقعت فعلا في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ورآها بعض أصحابه وبعض المشركين الذين كانوا يطالبون بالمعجزات المادية ، كما تصرح بذلك الأحاديث الصحيحة المشهورة.
وستقع هذه الحادثة مرة ثانية عند اقتراب الساعة.
وهذا مذهب جيد ، يجمع بين القول بصحة الحديث ، وفي نفس الوقت يؤكد ـ وبالأساليب العربية المتفق عليها ـ يؤكد البحوث العلمية الفلكية القاضية بأن القمر سينشق يوما ما ، ولا مانع يمنع من هذا ، لا من الشرع ، ولا من القواعد العلمية ، والله أعلم.