وهذا الذي يشير إليه قوله تعالى في سورة يس : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها ، مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ، وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
إذن فليس الأمر في خلق الزوجين مقصورا على ما كان معروفا للناس في القديم.
وإنما هناك أشياء أخرى خلقها الله زوجين زوجين ، مما لم يعرفه الإنسان القديم ، وكشفت عنه العلوم الحديثة بوسائلها العلمية الدقيقة المذهلة المعاصرة ، التي أعطت الإنسان من القدرة على الإدراك أضعاف ما كان يملكه الإنسان القديم آلاف المرات ، من المجاهر الإليكترونية ، والمقاييس الدقيقة الحساسة ، وسفن الفضاء ، والقوانين العلمية.
فلقد توصل العلماء في العصر الحديث إلى إدراك الكثير والكثير من خلق الأزواج ، مما كان مجهولا في الماضي ، ومما نفهم به معنى جديدا في قوله تعالى : (وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
بل لنفهم من هذه الآية وما في معناها أنها يستحيل أن تكون من قول البشر ، وإنما هي من قول خالق الأرض والسماء ، وعالم السر والعلن ، إذ أخبرت عن الزوجية في أشياء لم يكن أهل العصر الأول يعرفونها ، وإنما هي من معارف هذا العصر ، كما أخبرت الآيات التي في معناها بأن الزوجية في كل شيء يمكن للإنسان أن يضع يده عليه ، فإن أدرك الزوجية به ، فبها ونعمت ، وإلا فسيدركها الجيل أو الأجيال القادمة ، بما يمكن أن يتوصلوا إليه من معارف ووسائل ، ولذلك فإنه يجب عليه أن يتابع البحث عنها.
الأزواج التي كشفتها المعارف الحديثة :
بعد هذه المقدمة التي ذكرناها عن الأزواج سوف يتساءل القارئ عن الأزواج التي اكتشفها الإنسان الحديث ، بوسائله العلمية المعاصرة ، والتي لم تكن معروفة للإنسان القديم ، ومما يستدل به على الإعجاز في القرآن الكريم ...
ويحق له أن يتساءل ...