قال : هذه أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة.
فهل مع هذا غيره؟.
قال : نعم ، «المر».
قال : فهذه أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان.
ثم قال : لبّس علينا أمرك يا محمد ، حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا.
ثم قاموا ، فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار ، وما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كلّه ، إحدى وسبعون ، وإحدى وستون ومائة ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون ...؟.
فقالوا : لقد تشابه علينا أمره (١).
فهذا واضح صريح في محاولة اليهود لفهم فواتح السور فهما حسابيا رقميا ، يستدلون به على أمر باطني لا تدل عليه هذه الحروف ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، ولا وضعت له ، ألا وهو عمر أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، مما أنكره عليهم كل مسلم ، وكذبه الواقع.
إلا أن رشادا أراد ـ كما ذكرت قبل قليل ـ أراد أن يتم طريقهم ، فجمع كل فواتح السور ، مما جمعه اليهود ، ومما لم يجمعوه ، فكان الناتج معه (١٧٠٩) ولما لم يكن هذا الرقم من مضاعفات التسعة عشر أضاف إليه سنة أخرى من حسابه الخاص ، فبلغ المجموع (١٧١٠) وهذا من مضاعفات التسعة عشر.
ثم قال : وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكشف هذه الحقائق مع بدء عام (١٤٠٠) من الهجرة ، أي قبل النهاية بعدد من الأعوام قد ذكر في القرآن أيضا
__________________
(١) الدر المنثور : ١ / ٢٣ ـ الطبري) ١ / ٧١.