صفات الباري ليست من المقولات
(قال : وأما صفات الباري فالفلاسفة لا يثبتونها ، ونحن لا نجعل المنحصر (١) في الجوهر والعرض هو الممكن بل الحادث).
قال : وأما صفات الباري (٢) تعالى يعني أنها لا تقدح في الحصر وإن كانت ممكنة غير داخلة تحت شيء من المقولات العشر إجماعا أما عند الفلاسفة فلأنهم لا يثبتونها ، وأما عندنا فلأن المنقسم الى الجوهر والعرض هو الحادث ، والصفات (٣) قديمة ، غاية الأمر أنه يلزمنا قديم ليس بواجب لذاته ، ولا جوهر ولا عرض ولا إشكال فيه.
__________________
(١) في (أ) و (ج) المنحصر بدلا من (المختص).
(٢) راجع في هذا الموضوع كتاب الصغدية للإمام ابن تيمية ، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم ج طبعة مطابع حنفية ، الرياض المملكة العربية السعودية.
(٣) إن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته الله من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ، ومن غير تحريف ولا تعطيل ، وكذلك ينفون ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد ، لا في أسمائه ولا في آياته. (راجع الرسالة التدمرية لابن تيمية ص ٥٠).
ويقول أيضا ابن تيمية : القول في الصفات كالقول في ذاته ، والله تعالى ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في أفعاله ، لكن يفهم من ذلك أن نسبة هذه الصفات إلى موصوفها كنسبة هذه الصفة إلى موصوفها. فعلم الله وكلامه ونزوله واستواؤه هو كما يناسب ذاته ويليق به تعالى ، كما أن صفة العبد هي كما يناسب ذاته ويليق به ونسبة صفاته إلى ذاته كنسبة اليد إلى ذاته. (راجع شرح حديث النزول ص ١٠).