بعدية زمانية امتناع اجتماع المتأخر مع المتقدم هاهنا ، وإمكانه في سائر أقسام التقدم ، فيكون للزمان زمان ، وينقل الكلام (١) إليه فيتسلسل وأجيب بأن تقدم بعض أجزاء الزمان على البعض نظرا إلى ذاته من غير أن يجتمعا في الوجود معلوم بالضرورة ، ككون ، الأمس قبل اليوم نظرا إلى مجرد مفهوميهما من غير احتياج إلى عارض ، وإن سمي مثله تقدما زمانيا فلا إشكال ، وإن اشترطا كون كل من المتقدم والمتأخر في زمان فلا حصر لأقسام التقدم في الخمسة ، بل التقدم فيما بين أجزاء الزمان قسم سادس يناسب أن يسمى القدم (٢) بالذات.
الثاني : أن الزمان إما ماضي ، أو مستقبل ، أو حاضر ، ولا وجود للأولين وهو ظاهر ، وكذا الثالث ، لأنه لو وجد فإما أن يكون منقسما وهو محال ضرورة امتناع اجتماع أجزاء الزمان في الوجود ، أو غير منقسم وينقل الكلام إلى الجزء الثاني الذي يصير حاضرا ، وهلم جرا فيلزم تركب الزمان من آنات متتالية ، وهو منطبق على الحركة المنطبقة على المسافة التي هي نفس الجسم ، أو منطبقة عليه فيلزم تركب الجسم من أجزاء لا تتجزأ وهو باطل إلزاما واستدلالا بأدلة الثقات.
قال : لو صح هذا الدليل لزم أن لا تكون الحركة موجودة لجريانه فيها ، إذ لا وجود للماضي فيها ، والمستقبل ، ووجود الحاضر لعدم انقسامه يستلزم الجزء الذي لا يتجزأ مع أن وجودها معلوم بالضرورة قال : هذا الكلام نقض لا يتم إلزاما لأن المتكلمين يلتزمون وجود الجزء الذي لا يتجزأ ، ولا استدلالا لأن الموجود من الحركة هو الحصول في الوسط على استمرار من أول المسافة إلى آخرها ، وهو ليس بمتجزئ إلى الماضي والمستقبل والحاضر ليتأتى الترديد المذكور بخلاف الزمان فإنه كم ينقسم لذاته ، وليس بحاصل من المبدأ إلى المنتهى للقطع بأن الحادث يوم الطوفان ليس حادثا الآن ، وسيجيء لهذا زيادة تحقيق في بحث الحركة ، وأجيب عن أصل الاستدلال بأنا نسلم أنه لا وجود
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (الكلام).
(٢) في (ب) التقدم بدلا من (القدم).