اللحية عن الفرس. أو جنسه البعيد كعدم اللحية عن الشجر ، فهما متقابلان تقابل الملكة والعدم ، وإن لم يعتبر ذلك السواد واللاسواد ، فتقابل الإيجاب والسلب ، إلا أنه لا دليل على امتناع أن يكون المتقابلان عدميين.
كيف : وقد أطبق المتأخرون (١) على أن نقيض العدمي ، قد يكون عدميا ، كالامتناع واللاامتناع ، والعمى واللاعمى ، بمعنى رفع العمى وسلبه أعم من أن يكون (٢) هو باعتبار الاتصاف بالبصر ، أو باعتبار عدم القابلية له ، فما يقال أن اللاعمى. إما عبارة عن البصر فيكون وجوديا ، وإما عن عدم قابلية المحل للبصر ، فيكون سلبا لأمر وجودي ، ليس بشيء ، وإذا جاز أن يكونا عدميين. فالأولى أن يبين الحصر بوجه يشملهما (٣). كما يقال: المتقابلان إن كان أحدهما سلبا للآخر ، فإن اعتبر في السلب استعداد المحل في الجملة لما أضيف إليه السلب ، فتقابلهما تقابل الملكة والعدم ، وإلا فتقابل الإيجاب والسلب ، وإن لم يكن أحدهما سلبا للآخر ، فإن كان تعقل كل منهما بالقياس إلى الآخر (٤) ، فتقابلهما التضايف ، وإلا فالتضاد ، وقد يستدل على لزوم كون (٥) أحد المتقابلين وجوديا ، بأنه لا تقابل بين العدم (٦) والمطلق والمضاف ، ضرورة صدق المطلق على المقيد ، ولا بين العدمين المضافين لوجهين أحدهما : أنهما يجتمعان في غير ما وقع الإضافة إليه ، إما بطريق الصدق ، فلأنه (٧) يصدق على الأحمر ، أنه لا أسود ولا أبيض ، وإما بطريق الوجود ، فلأنه قد (٨) وجد فيه الحمرة التي هي لا سواد ، ولا بياض.
__________________
(١) في (ب) والمتأخرون أطبقوا بحذف لفظ (قد).
(٢) في (أ) بزيادة الضمير (هو).
(٣) في (أ) و (ج) يعمها بدلا من (يشملها).
(٤) في (ب) إلى الثاني بدلا من (الآخر).
(٥) سقط من (ج) لفظ (كون).
(٦) في (ب) العدم المطلق بحذف (الواو).
(٧) في (أ) بزيادة لفظ (قد).
(٨) في (ب) فلان بدلا من (فلانه).