يتقدم عليه وجودا أو تعقلا (١). والمتضايفان يكونان معا في التعقل والوجود ، وأما في التضاد ، فلأن المقوم للشيء يجامعه ، والضد لا يجامع (٢) الضد ، بل يدافعه (٣).
فإن قيل : هذا كاف في الكل لأن الاجتماع في المحل ينافي القابل (٤) مطلقا.
قلنا : ممنوع لما سيجيء من أن المتقابلين بالإيجاب والسلب قد يجتمعان في محل إذا (وحصلت هوية واحدة ، وكان هذا مراد الإمام بقوله : إذا طرأت الوحدة بطلت الوحدات التي كانت ثابتة ، فبطل موضوع الكثرة) (٥) كان ذلك بحسب الوجود دون الصدق وكلا الوجهين ضعيف.
أما الأول : فلأن موضوع المتقابلين لا يلزم أن يكون واحدا بالشخص (٦) فكيف يتصور ذلك في مثل الفرسية واللافرسية ، بل صرحوا بأنه قد يكون واحدا بالشخص كالعدل والجور لزيد أو بالنوع كالرجولية. والمرئية للإنسان أو بالجنس كالزوجية والفردية للعدد أو بأمر أعم عارض كالخير والشر للشيء ، ومع ذلك فيكفي الفرض والتقدير كإنسان للفرسية واللافرسية في قولنا : الإنسان فرس (٧) ، والإنسان ليس بفرس.
والإمام رحمهالله ، جعل عدم اتحاد موضوع الوحدة والكثرة دليل (٨) عدم التضاد بينهما ، فإن من شأن الضدين التعاقب على موضوع واحد ، ولو بالإمكان ، كما إذا كان أحدهما لازما كسواد الغراب (٩).
__________________
(١) في (ب) عقلا بدلا من (تعقلا).
(٢) في (ج) بزيادة (يشارك).
(٣) في (ج) رافعه بدلا من (يدافعه).
(٤) في (ب) التقبل بدلا من (القابل).
(٥) ما بين القوسين سقط من (ج).
(٦) سقط من (ب) لفظ (بالشخص).
(٧) في (ج) الإنسان حيوان بدلا من لفظ (فرس).
(٨) في (ج) بزيادة حرف الجر (على).
(٩) في (ج) بزيادة لفظ (القار).